لا شكّ أن إنتشار الاخبار عن المضاعفات التي تحدث بعد تلقي لقاح الاسترازينكا فاجأت الناس في مختلف أنحاء العالم وربما أثّرت بشكل أو بآخر على عملية التلقيح بواسطته عالميًّا. هذا الوضع، أدى إلى طرح المواطن سؤالاً عند تلقيح: أي لقاح سأتلقى؟!.
دول أوقفت التلقيح
لقاح "الاسترازينيكا" مصنّع من الفيروس الخاص بقرد الشمبانزي المطعّم من spike protein الخاص بفيروس كورونا، وفعاليته تتراوح بين 65 الى 70% وهناك بعض الدراسات أظهرت أن فعاليته تقدّر بـ73%. ويؤكد الباحث في علم الاوبئة في جامعة أوسلو البرفسور مايكل عبد النور أنه "في الدنمارك والنرويج وفنلندا تم ايقاف التلقيح به"، مشيرا الى أن "أغلب من أصيبوا بالجلطات بعد تلقّيه كانوا ممرضات شابات لم تتجاوز أعمارهن الـ30 عاماً وعلى وجه الخصوص في مدينة أوسلو حيث تلقّين والاطباء اللقاح المذكور"، ومضيفا: "الوكالة الاوروبية التي تعطي الاذن للقاحات أيّدت الموقف الذي صدر عن النرويج والدنمارك وفنلندا"، مؤكدا في نفس الوقت أنه "سيتمّ إصدار الموقف النهائي حيال استعماله في العالم".
آلية التلقيح
أما في لبنان فعمليّة التلقيح بـ"الاسترازينكا" لا تزال تسير على قدم وساق. وتشير مصادر في وزارة الصحة الى أن "ما يفوق الـ33 الف جرعة منه وصلت الى بيروت وعملية التلقيح ستتم للذين تتراوح أعمارهم ما بين الـ50 والـ65 عاما، دون تحديد المراكز، لكن اللبناني سيعلم بذلك عندما تصله رسالة من وزراة الصحة تحدد موعد ومكان التلقيح ونوعية اللقاح"، شارحةً في نفس الوقت أن "عدم التوقف عن استعمال هذا اللقاح يعود للجنة كورونا وهي وحدها بالتعاون مع منظمة الصحة تتّخذ هذا القرار".
"في لبنان هناك حوالي 10 آلاف شخص تلقّوا لقاح الاسترازينيكا ولم يحصل أي مشكلة مع أي منهم". هذا ما يؤكده رئيس لجنة كورونا عبد الرحمن البزري لـ"النشرة"، لافتا الى أنّ "اللجنة ستعقد إجتماعاً وستدرس كلّ الخيارات، بدءًا من الاستمرار بعمليّة التلقيح به أو تحديد فئات عمريّة خاصة لتتلقاه أو غيره".
رفض الاسترازينيكا
في حين أن مصادر مطّلعة أشارت عبر "النشرة" الى أنّ "الخوف بدأ ينتشر بين المواطنين، بحيث أنّ العديد منهم وممن تتراوح أعمارهم بين الـ50 والـ65 عاماً، وعندما تصلهم رسالة من وزراة الصحة تحدّد مكان ومركز التلقيح والساعة ونوعية اللقاح، حتماً سيغيّرون رأيهم اذا كان اللقاح هو الأسترازينيكا، وهذا الأمر ناتج عن الحملة العالمية عليه، وبالتالي لن يعود بإمكان الوزراة تسويقه". وفي هذا السياق أكد مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية الدكتور وليد خوري لـ"النشرة" أننا "نقوم بإحصاء لمعرفة عدد الأشخاص الذين رفضوا تلقّي اللقاح المذكور، وحتّى الآن 30% من الذين وصلتهم رسائل للتلقيح فيه لم يحضروا الى المركز ولم يتلقوه".
توجيهات الصحة العالمية
يشرح وليد خوري أن "لبنان يعمل بتوجيهات منظمة الصحة العالمية وحتّى اللحظة هي لم تقم بسحبه من الأسواق"، لافتا في نفس الوقت الى أنّ "بلدانًا عدّة أوقفته بعد الحوادث التي حصلت لديها"، شارحا أن "لبنان تلقّى لقاح "الفايزر" من البنك الدولي عبر قرض، بينما لقاح الاسترازينيكا إضافة الى لقاحات أخرى (مدفوعة الثمن من الدولة اللبنانية) تصل الى لبنان عبر منظمة Covax ولا ندري ما هي اللقاحات الا عندما تصل الى بيروت".
"في انكلترا حوالي الـ25 مليون شخص تم تلقيحهم بالاسترازينكا". هذا ما يؤكده الدكتور وليد خوري، مشيرا الى أن "79 شخصا أصيبوا بتجلّط وهناك 14 شخصا توفّي منهم 11 شخصاً تحت سن الخمسين و3 تحت سنّ الـ30"، مضيفاً: "في لبنان قرّرنا ترك التلقيح به لمن تتراوح أعمارهم بين 55 عاما و65 عاماً".
إذاً، وبإنتظار ما ستحمل معه الأيام المقبلة، ستبقى عمليّة التلقيح بلقاح "استرازينكا" قائمة لتظهر النتائج تباعاً!.