شركة "فيليب موريس" تطرح حلًّا للإقلاع عن السجائر للمدخنين البالغين غير الراغبين في الإقلاع عن النيكوتين
في 11 كانون الثاني 1964، تم نشر تقرير بارز من قبل اللجنة الاستشارية عن التدخين والصحة التي ترأسها آنذاك وزير الصحة في الولايات المتحدة لوثر تيري بخصوص التأثيرات الصحيّة السلبية للتدخين والتي خلصت إلى أن السجائر تؤذي المدخن.
ولكن بعد سنوات من الاعتقادات الخاطئة عن الأسباب التي تؤدي إلى إصابة المدخن بالأمراض، تمكن العالم اليوم وبعد دراسات عدة في أهم المختبرات العالمية من الاكتشاف أن الضرر على صحة المدخنين ومحيطهم يكمن في المواد الكيميائية الصادرة عن السجائر بعد احتراقها وليس النيكوتين.
ومع مرور الأيام، تطورت الحياة بكل ما فيها وتكاثرت الابتكارات التي أتى بعضها بمنفعة كبرى وحلَّ عددًا من المشكلات التي ظننا أنها تقودنا إلى حائط مسدود. فللـ1,3 مليار مدخن في العالم اليوم غير القادرين على الإقلاع عن النيكوتين، تأتيهم التكنولوجيا بالاستناد إلى الأبحاث والعلوم بابتكار ثوري قوامه تسخين التبغ بدلًا من حرقه، وهو ما برعت فيه أكبر شركة مصنعة للسجائر في العالم بعدما قررت الانقلاب على نفسها والاستثمار في تطوير هذه التقنية.
إنها "فيليب موريس" التي استهلت منذ العام 2008 تطوير أجهزة خالية من الدخان، وعلى رأسها IQOS الذي اتضح أنه الحل الأقل ضررًا من السجائر من دون منازع. ما يفوق الـ8 مليارات دولار أميركي هو مجموع الاستثمارات التي قامت بها الشركة إلى اليوم لإصدار نسخ متتالية من الجهاز، معتمدةً أساسًا على فريق مؤلف من أكثر من 430 عالمًا ومهندسًا وخبيرًا في 30 مجالًا مختلفًا، وأيضًا على سلسلة طويلة من الأبحاث والتجارب السريرية. حقق هذا المنتج نجاحًا كبيرًا في العالم وتحديدًا في لبنان.
كيف يعمل هذا الابتكار؟
في الأساس، يرتكز التدخين على احتراق التبغ في السجائر من لحظة إشعالها حتى إطفائها، وهو الأمر الضار على وجه الخصوص بخلاف الحال مع النيكوتين، إذ أثبتت الدراسات أن النيكوتين بحد ذاته لا يسبب الأمراض بل يحفِّز على الإدمان، وحسب. وبما أن احتراق التبغ في السجائر يولد أكثر من 6000 مادة كيميائية، منها الضار جدًّا ومنها ما قد يكون ضارًّا، أتى ابتكار "فيليب موريس" العامل على البخار ليقلل انبعاث المواد الكيميائية الضارة بنسبة 95% بالمقارنة مع السيجارة التقليدية، ولو أنه لا يخلو من الضرر بنسبة 95%. فهو يسخن التبغ على حرارة 350 درجة مئوية بكبسة زر واحدة، ويصدر بخارًا بدلًا من الدخان، مما يجعله أقل ضررًا من السجائر، ولو أنه هو نفسه غير خالٍ من المخاطر.
أن يحصل ابتكار على موافقة إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة ليس بالأمر السهل حقًّا، فيما حاز منذ بضعة أشهر هذا الجهاز الثوري الذي يعمل على تسخين التبغ إذنًا منها لتسويقه وبيعه ضمن الأراضي الأميركية بعدما اعتبرته "منتجًا تبغيًّا معدل المخاطر". وكانت سبقت الولايات المتحدة دول أخرى كبرى كالاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأستراليا وغيرها من البلدان التي شجعت على اعتماد البديل الأقل ضررًا من السجائر، حرصًا على حياة المدخنين ومن حولهم وسعيًا منها إلى التماشي مع تحذيرات منظمة الصحة العالمية.
إن الحل الأنسب بالنسبة إلى شركة "فيليب موريس" نفسها يبقى إقلاع المدخن عن النيكوتين بأشكاله كافةً. ولكن لمن لا يستطيع الإقلاع عن عادته، يمكنه حتمًا الانتقال إلى البديل الأقل ضررًا، بينما تتوقع "فيليب موريس" انتقال أكثر من 40 مليون مدخن إلى استخدام الحل الأقل ضررًا من السجائر بحلول العام 2025. هذا ما يمكن أن يتحقق فعلًا إذ إن مستخدمي الأجهزة العاملة على تسخين التبغ آخذون في التكاثر، حتى وصل عددهم إلى أكثر من 12.7 مليون شخص حول العالم، خصوصًا مع اكتشاف المدخنين المقلعين عن السجائر تماثلًا في الطعم والتجربة الحسية بين سيجارتهم وجهازهم الثوري الجديد، مع انعدام التأثيرات السلبية لا سيما لجهة اصفرار الأسنان والتصاق الرائحة في الفم وعلى الشعر والملابس والأثاث...
كان الجميع يجهلون مضار التدخين منذ أكثر من سبعين عامًا، فهل من المنطقي أن نعيش في يومنا هذا وكأننا من رواد أربعينات القرن الماضي؟
هذا المقال برعاية فيليب موريس لبنان