بعض اللبنانيين ينتظر بفارغ الصبر أن يتمكّن من شراء اللقاح ولو كان بالدولار، والمتعارف عليه أن عملية التلقيح تتم عبر الدولة وقد حدّدت آلية لذلك، وحالياً عن طريق القطاع الخاص وعن طريق شركة فارمالين التي استطاعت استيراد لقاح سبوتنيك الروسي(1) وبحسب وزراة الصحّة يُباع الى الشركات أو النقابات أو غيرها وهي تعطي الافراد مجاناً...
حالياً، وبحسب ما بتنا نرى أصبحت "القصّة فلتانة"... فعملية السماح للقطاع الخاص بإستيراد اللقاح كان هدفه بدايةً عدم عرقلة عملية الانتاج في لبنان، ولكن يبدو أن المسألة تحوّلت بعض الشيء الى "تجارة" في جهتين: عبر بيع اللقاح أولاً، وثانياً عبر "التسعيرة" التي تدفع في كلّ مركز والواضح أنها تختلف بين مركز وآخر.
بيع للأفراد؟!
في هذا السياق وصلت الى أحد الأشخاص رسالة من إحدى المستشفيات في طرابلس تقول إنه يمكن للشخص الراغب في تلقي لقاح سبوتنيك تسجيل إسمه على رابط وضعته، وأرفقت الموضوع بإعلان عن اللقاح يكلف 38$ + 75 ألف ليرة إذا رغب الشخص بالحضور الى المستشفى لتلقيه، أو 38$ +100 ألف ليرة إذا كانت المستشفى سترسل أحدًا الى المنزله للتلقيح. أمام هذا الاعلان الذي حصلت "النشرة" على نسخة منه، قامت بالاتصال بالمركز للإستفسار عن الموضوع، فكان الجواب بأنه "لا يحقّ للمستشفى أن يبيع اللقاح للناس ولكن إذا كنت راغباً في شرائه سجّل إسمك لدى جمعية تم تزويدنا بإسمها".
"النشرة" وفي متابعة للموضوع إتصلت بالجمعية التي نتحفظ عن ذكر إسمها وتقع في منطقة عكار وسألت إذا أراد الفرد الحصول على اللقاح كيف يتم ذلك؟، فأتانا الجواب "سجلوا اسماءكم وعندما يصلنا لقاح "سبوتنيك" نتصل بكم".
استيراد سبوتنيك
"وافقنا على دخول لقاح "سبوتنيك" الى لبنان وحتّى الآن هناك وعد بإدخال مليون جرعة منه ولكن ما نعرفه أنه وصل فقط 50 الف جرعة". هذا ما يؤكده رئيس لجنة كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري، لافتا الى أن "اللقاح الروسي يُباع بسعر 19$ للجرعة و38$ للجرعتين"، ومضيفاً: "البعض قد يرى أن الكلفة مرتفعة ولكن يجب أن نعرف أن الشركات التي تصنّع اللقاحات حول العالم لا تريد أن تسلّم شركات خاصة اللقاحات بل الدول، وبالتالي من الصعب أن تستورد أيّ شركة اللقاح"، هنا لفتت مصادر مطّلعة الى أن "استيراده سبوتنيك يتمّ عن طريق الامارات وليس من روسيا وكلفته في الامارات مرتفعة أكثر ممّا هو في روسيا".
بدوره البزري عاد وأكد أنه "حتى الساعة شركة فارمالين استطاعت استيراد اللقاح الروسي ولكن إذا استطاعت شركة أخرى استيراده اللقاح وكان السعر منخفضا عن الذي وضعته فارمالين فحكماً ستضطرّ فارمالين الى تخفيض أسعارها".
فارق الاسعار بالتلقيح
هذا من جهة، أما من جهة أخرى فبرزت مشكلة أساسية وهي كلفة إجراء عملية التلقيح في المراكز، خصوصاً وأنه لا يُمكن التلاعب في الموضوع نظراً لأن اللقاح يحتاج الى برادات على حرارة معيّنة لتحفظ فيه كما الى فريق طبّي لمراقبة من يتلقوّنه. وفي هذا الاطار أشارت مصادر في وزارة الصحّة لـ"النشرة" الى أن "كلفة تلقي اللقاح هي 75 الف ليرة للفرد إضافة الى سعره"، أما البزري فأشار الى أنه "سيتمّ إعتماد مستشفيات ومراكز حكوميّة لتكون مركزاً للتلقيح وهذا الأمر يحتاج فريقاً يعمل بعد الدوام الرسمي، من هنا حددنا الاسعار للمراكز الحكومية بـ40 الف ليرة"، مضيفاً: "في المراكز الاخرى غير الحكومية الحاصلة على موافقة وزارة الصحة لتعتمد كمراكز للتلقيح يتمّ الاتفاق بين الشركة والمركز مباشرةً".
إذاً، يبدو أننا دخلنا في "بازار" صحّي عنوانه عملية بيع اللقاح الروسي، فإضافة الى سعره الذي يباع في لبنان بشكل مرتفع عن روسيا هناك اليوم سعر عملية التلقيح... ويبقى المواطن اللبناني هو الضحية!.
(1) لقاح سبوتنيك" مصنّع من الادينو فيروس (AD26 وad 5) الخاص بالإنسان ومطعّمة من Spike Protein الخاص بفيروس كورونا، وهو فعّال بنسبة 91.4% ضد فيروس "كورونا". يتم اعطاء اللقاح بمقدار 0.5 ملل لكل جرعة في العضل بفاصل 21 يوماً بين الجرعة الأولى من(1) AD26 والجرعة الثانية من (AD5(1.