أكد سفير لبنان لدى الكرسي الرسولي فريد الخازن أن "الفاتيكان لا يوفر جهدا أو فرصة إلا ويقدم الدعم والمساعدة الى لبنان، قبل انفجار المرفأ وبعده، فالبداية كانت تبرعا شخصيا قام به البابا فرنسيس الى لبنان، فضلا عن مساعدات مادية وعينية متواصلة الى مؤسسات وجمعيات تعمل في المجال الإنساني، وخصوصا كاريتاس. وفي الآونة الأخيرة، تم إرسال كمية من الأدوية الطبية الى لبنان، بمسعى قمت به مع الهيئات المعنية في الكرسي الرسولي، بعد فقدان بعض الأدوية أو إرتفاع أسعارها. وكان سبق ذلك تشكيل لجان لمتابعة الأوضاع التربوية والإنسانية في البلاد بالتعاون مع القاصد الرسولي المونسنيور جوزف سبيتاري".
أضاف: "في الشأن الديبلوماسي، يتحرك الفاتيكان على خطين، واحد مباشر عبر السفارة البابوية في لبنان التي تتابع أوضاع البلاد عن كثب، والآخر عبر دعم أي مبادرة دولية للإنقاذ، ومنها المبادرة الفرنسية. ديبلوماسية الفاتيكان الصامتة فاعلة ومؤثرة، لاسيما وان لا مصالح ذاتية للكرسي الرسولي سوى أنه معني بخدمة الإنسان في لبنان في ظل معاناة الناس اليومية جراء الأزمات الخانقة. والفاتيكان يلتقي مع الجهات الدولية في المطالبة بتشكيل حكومة يمكن من خلالها التعاون لخدمة اللبنانيين بالفاعلية المطلوبة. المجتمع الدولي لا يمكن ان يحل مكان لبنان في مسائل تخصه وحده".
ولفت الى أنه "لا زيارة مرتقبة للحبر الأعظم الى لبنان، وإن كانت النية موجودة، وسبق ان تمت الإشارة اليها في غير مناسبة. زيارة العراق الأخيرة كانت مضنية نظرا للوضع الصحي للبابا، وجاء مردودها إيجابيا على الصعد كافة، وسيكون لها متابعة عملية. ومن المرجح أن يزور البابا هنغاريا في اختتام المؤتمر العالمي للإفخارستية المنعقد (في بودابست) برعاية الكرسي الرسولي في أيلول المقبل".
وأشار الخازن الى أن "الفاتيكان غير معني بتفاصيل السياسة اليومية في لبنان، وهو ليس طرفا في أي معادلة أو اصطفافات تخص اللبنانيين في الشأن السياسي الداخلي". وختم: "مواقف قداسة البابا في الآونة الأخيرة حول لبنان خير دليل، وهي تعكس قلق الفاتيكان المتزايد في ظل الأزمات المتفاقمة والاوضاع المعيشية المتردية للناس، أفرادا وجماعات".