أشارت مصادر سياسية وثيقة الصلة بالاميركيين لـ"الجمهورية" الى أنه "يجب التعمّق ملياً في زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركية دايفيد هيل أولاً. وخلافاً لكل ما قيل من قبل البعض في لبنان ان هذه الزيارة هي زيارة وداعية يقوم بها هيل لقرب مغادرته منصبه مع الادارة الاميركية الجديدة، فإنّ الاميركيين مع هذه الزيارة أعطوا اشارة لكل الاطراف في لبنان خلاصتها: "نحن هنا، ولن نترك لبنان"، وهم بذلك لم يؤسّسوا فقط لعودة فاعلة تجاه لبنان، بل لاندفاعة اكثر فعالية في مقاربة ملفاته، وهو ما اكد عليه هيل خلال مروحة اللقاءات الواسعة التي أجراها في بيروت"، مضيفة: "اللافت في هذا السياق، هو التساؤلات التي أحيط بها الحضور الاميركي عبر هيل، والتي بحثت عما اذا كان حضور الولايات المتحدة الاميركية بصورة فاعلة في الملف اللبناني، بعد فترة طويلة من الانكفاء، مُزاحماً للمبادرة الفرنسية او حاجباً لها او مكمّلاً او رافداً".
ولفتت الى أن "ثمة رغبة مشتركة بين واشنطن وباريس لبلورة حل في لبنان، الا أنّ تحرّكهم الحالي في اتجاه لبنان يندرج في سياق برنامج اميركي لحل سياسي يقود الى حكومة متوازنة في لبنان تلبي طموحات وتطلعات الشعب اللبناني، وتجري اصلاحات بنيوية وتكافح الفساد وتحاسب الفاسدين، وتعيد بناء الثقة بلبنان وتفتح باب المساعدات الدولية. وبالتالي، كل هذا الحراك الخارجي يتقاطع عند هذا الهدف، سواء أكان عبر المبادرة الفرنسية، التي لا شك انها لم تعد بالزخم الذي كانت عليه في السابق، او عبر الحراك الاميركي الاخير الذي له بالتأكيد ما يكمله".
ورداً على سؤال، حول توقيت زيارة هيل في هذا الوقت بالذات، أضافت المصادر نفسها: لنكن صريحين، الزيارة من الاساس جاءت بحسب التوقيت الاميركي، ويجب ان يفهم مغزى هذا الحضور جيداً الذي ارادت ادارة جو بايدن ان تقول من خلاله انها معنيّة بلبنان واستقراره، وهذا يَتأمّن عبر تشكيل حكومة، ولا تضع الادارة الاميركية اي شروط سياسية او غير سياسية امام هذه الحكومة سوى ان تعبّر هذه الحكومة عن تطلعات اللبنانيين، وتتمتع بالارادة الجدية في العمل واتخاذ الاجراءات الاصلاحية المطلوبة والأهم، وقبل كل ذلك هو ان يتوفر الشريك اللبناني الصادق والجدي في السير بحكومة كهذه، تشكل المعبر الى خلاص لبنان، والى اصلاحات تفتح الباب على تدفق المساعدات اليه.