تسير عملية تلقيح الناس في العالم على قدم وساق ولبنان واحد من البلدان التي دخلت على هذا الخطّ في شباط الفائت بعد وصول أول دفعة من لقاحات "فايزر". ولكن عملياً لدى الكثير من السكان مفهوم خاطئ "للتلقيح"، فالبعض يظنّ أن تلقيه يعني عودة الحياة الى طبيعتها وكأنّ "لا كورونا"، وهذا الأمر غير صحيح.
"أهميّة اللقاح أنه أصبح سلاحاً جاهزاً لمقاومة الفيروس". هذا ما يؤكده مدير رئيس قسم الامراض الصدرية والعناية المركزة في مستشفى القديس جاورجيوس جورج جوفيليكيان لـ"النشرة"، مشيراً الى أنه "عند تلقي العدد الكبير من الناس للقاح فإحتمال التقاط الفيروس أو نقل الفيروس أقلّ، ولكن المشكلة أن الأشخاص يظنّون في حال تلقّي اللقاح أنّهم أصبحوا بمأمن من كوفيد-19، ولكن نسبة التقاط الفيروس ونقله تبقى موجودة حتى في هذه الحالة، من هنا يجب إستعمال الكمّامة حتى بعد إجراء عمليّة التلقيح والابقاء على غسل اليدين وعملية التباعد الاجتماعي، وذلك حتى نصل الى مناعة مجتمعيّة كاملة أو أن يتم إيجاد دواء للكورونا".
يرى جوفيليكيان أنه "من الضروري أن يتذكّر الناس أنهم مسؤولون عن محيطهم وألاّ يكونوا من حملة الفيروس حتى بعد التلقيح وأن ينقلوه لشخص آخر قد يدخل المستشفى أو يموت"، شارحاً في نفس الوقت أن "تلقي اللقاح يخفّف العوارض ويساعد على عدم الدخول الى المستشفى واحتمال الوفاة في حال أصيب بالفيروس".
بدوره مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحيّة الدكتور وليد خوري يشير الى أن عملية التلقيح تسير على السكّة الصحيحة، لافتا الى أننا "وقّعنا عقودا لـ8 ملايين جرعة (مدفوعة الثمن 7 ملايين ستحضرهم الدولة ومليون القطاع الخاص) لتلقيح 5 ملايين ونصف مليون شخص، وحتى اليوم لم يصل سوى قرابة 400 ألف جرعة"، مضيفا: "اللقاحات التي دخلت الى لبنان هي فايزر (من شباط وحتى اليوم وصلنا 250 الف جرعة)، استرازينيكا، سينوفارم وسبوتنيك V".
هنا يشير وليد خوري الى أنه "وحتى نهاية حزيران يفترض أن تصل 350 الف جرعة من فايزر اضافة الى ما سبقها من جرعات، ومن أواخر حزيران ستأتينا 750 الف جرعة فايزر دفعة واحدة"، مضيفا: "من استرازينكا وصلتنا 30 الف لقاح عبر منظمة covax، وبالمبدأ 70 الف جرعة اضافية، السينوفارم وصل 50 الف جرعة منه على شكل هبة الى لبنان، وخصّصت 10 آلاف جرعة منه للجيش اللبناني، والآن يتم تلقيح القوى الأمنية به وبعدها سيأتي دور الإعلاميين، وفيما خص سبوتنيك V أحضره القطاع الخاص الى لبنان".
يعود الدكتور جوفيليكيان ليشدّد على أن "وضع "الكورونا" في لبنان لا يزال حساساً ولو أن نسبة الاصابات إنخفضت الى ما دون الـ2000 شخص، نظرًا لوجود 30 حالة وفاة في اليوم الواحد، ويمكن القول إن نسبة الوفيات مرتفعة أكثر من اللازم"، مشيرا في نفس الوقت الى أنّذ "ما ساعد على إنخفاض نسبة الإصابات هو الالتزام المجتمعي في الفترة السابقة وخصوصا خلال فترة الاقفال"، مؤكّدًا على انخفاض عدد الذين يدخلون الى المستشفى ممّن هم فوق 75 عاما حيث باتت ضئيلة، وأغلب المحتاجين للاستشفاء هم بين 40 و50 عاماً، وهذا الأمر قد يكون سببه أن الفيروس وتحديدا "المتحوّر" الذي ينتقل أسرع بات يصيب هذه الاعمار".
إذاً، في المحصلة على الناس الادراك أن التلقيح لا يعني أنهم أصبحوا بأمان، وبالتالي عليهم إتخاذ الحيطة والاستمرار بالوقاية.