أكّد الأمين العام للمدارس الكاثوليكية في لبنان الأب بطرس عازار، أنّ "تأخير إجراء الإمتحانات الرسميّة سيكون له التأثير السلبي على التّلامذة والمعلّمين والأهالي على المستويات النّفسيّة والتّربويّة والإجتماعيّة، كما سيؤثّر على فرص دخول الجامعات وإمكان إجراء دورة ثانية"، لافتا إلى "أنّنا اقترحنا على وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب، أن تجرى الإمتحانات الرسميّة في المدارس الّتي أنهت المنهاج ونجحت في التّعليم عن بُعد في أواخر شهر حزيران، أمّا المدارس الّتي تأخّرت بالمنهاج لسبب أو لآخر فتُجري الإمتحانات في مطلع شهر آب، على أن تكون الدّورة الثّانية للجميع في أواخر آب أو أوائل شهر أيلول".
وفي حديث لـ"النشرة"، شدّد عازار إلى أنّ "المعلّمين تابعوا عملهم بجدّيّة وصرفوا جهودا كبيرة لذلك، والتلامذة الّذين اجتهدوا في تحصيل تعليمهم إلى جانب جهود ذويهم وتضحياتهم في ظلّ ظروف اجتماعيّة وماليّة ضاغطة، وخصوصا تلامذة صفوف الشهادات الرسميّة الّذين أصبحوا على مقربة من إنهاء عامهم الدّراسي ابتداء من منتصف شهر أيار المقبل، باتوا مستعدين لخوض الإمتحانات الرّسمية في مواعيدها المعتادة".
وركّز عازار على ضرورة عدم تكرار إعطاء إفادات التّرفيع لجميع التّلامذة في الصّفوف الإنتقاليّة كما حصل في السّنة الدّراسيّة الماضية، حفاظا على المستوى التّعليمي واحتراما لجهود المدارس الّتي التزمت القوانين وانتظمت بالتّعليم المدمج وطوّرت نظامها التّعليمي وأجرت امتحانات وأصدرت النّتائج.
وأعلن عازار تأييده للعودة الكاملة إلى التّعليم الحضوري شرط أن تتوفّر مقوّماتها، وأبرزها تأمين اللقاح المضاد لفيروس كورونا للهيئة التّعليميّة والإداريّة والتّلاميذ القادرين على تلقّي اللّقاح، لكي تكون العودة آمنة ودون مخاطر صحّيّة، مشيرا إلى أنّ "المدارس الخاصّة أمّنت كافّة تدابير الوقاية الصحّية رغم ارتفاع كلفتها، وهي ملتزمة بالبروتوكول الصحي".
من جهة أخرى، لفت الأب عازار إلى "أنّنا نرفض رفضًا تامًا أيّ حديث عن تأخير انطلاق العام الدراسي المقبل، ونطالب بتشكيل لجنة تحت إشراف وزارة التربية والتعليم العالي، وبمشاركة المركز التربوي للبحوث والإنماء، وإختصاصيّين في علوم التّربية والإجتماع والنّفس، بالإضافة لممثّلين عن إدارات المدارس ونقابات المعلّمين، بهدف درس كيفيّة الدّخول إلى العام الدراسي المقبل، خصوصا أنّ العامين الماضيين لم يكونا بالقدر المطلوب، لذا فإن من الضروري البحث عن حلول وإجراءات عمليّة لتحصين التّلاميذ بمختلف المراحل بالمناعة التّعليميّة والنّفسيّة والإستيعابيّة، وللوصول الى عام دراسيّ سليم يعوّض عليهم ما فاتهم في السّنوات الماضية".
وفي الختام، دعا الأب عازار الجهات المعنيّة لمساعدة الأهالي في المدارس الخاصة عن العام الدّراسي الحالي والأعوام الدّراسيّة التّالية في حال استمرار جائحة كورونا والتّعثّر الإقتصادي، لتمكينهم من تعليم أولادهم في المدارس الخاصّة الّتي اختاروها لهم، وبالتّالي تمكين المدارس من الإستمرار في أداء رسالتها التّربويّة ودفع رواتب المعلّمين والعاملين وتأمين عيشهم الآمن والكريم، مطالبا المسؤولين في لبنان بإعطاء التّعليم والتّربية الأولويّة المطلوبة والتّوقف عن "الحرتقات" السّياسيّة لأنّها ستؤدّي في حال استمرارها إلى انهيار التّعليم في لبنان.