كشفت مصادر موثوقة لـ"الجمهورية"، عمّا سمّتها "جهوداً جديّة جداً"، تُبذل على خط التأليف، لبلورة مخرج حاسم خلال فترة لا تتجاوز نهاية الشهر الجاري، خصوصاً انّه تبعاً لمواقف اطراف الصراع الحكومي، فإنّ اكثر من 90 % من الطريق الى تشكيل الحكومة قد تمّ عبوره، ولم يتبق سوى امتار قليلة تفصل عن نهاية النفق.
وأوضحت المصادر، انّه خلافاً لكل العناوين التي أُثيرت في الايام الاخيرة حول التشكيل، فإنّ العقبة الاخيرة الماثلة في طريق الحكومة، تتمثل في حسم مصير وزارة العدل، وتسمية الوزيرين المسيحيّين اللذين يفيضان عن حصّة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في حكومة 24 وزيراً.
وأشارت المصادر، الى انّ رئيس الجمهورية سيحصل في حكومة الـ24 على 7 وزراء مسيحيين ( بينهم وزير ارمني)، ويحصل تيار "المردة" على وزيرين، والحزب القومي على وزير، ويبقى وزيران مسيحيان، حيث لم يُعثر بعد على الجهة التي يمكن ان تسمّيهما، خصوصاً وانّ عون يرفض ان يسمّي الحريري اياً من الوزيرين، وكذلك الامر بالنسبة الى الحريري الذي يرفض بشكل قاطع أن يسمّي عون اي وزير زيادة على الـ8 وزراء من حصّة الرئيس، كون ذلك يمنحه الثلث المعطّل والمتحكم بالحكومة.
وكشفت المصادر، انّ "الثنائي الشيعي سيقوم بتحرّك مزدوج في الايام المقبلة، حيث يُنتظر ان تشكّل عين التينة في هذه الفترة محور اتصالات مكثفة علنية وغير علنية على صعيد فكفكة العِقَد المانعة تشكيل الحكومة، على قاعدة المبادرة التي طرحها لحكومة من 24 وزيراً من وزراء اختصاصيين لا سياسيين وبلا ثلث معطّل لأي فريق".
وتحدثت المصادر عن مشاورات في الساعات الاخيرة بين عين التينة و"بيت الوسط" رافقت عودة رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري الى بيروت، علماً انّه يتحضّر لزيارة قريبة الى الفاتيكان. وبحسب المصادر، فإنّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري يصرّ على ضرورة الاستفادة من كل الزخم الخارجي الذي يشجع على تشكيل حكومة في اسرع وقت ممكن، والذي لا يرى موجباً على الاطلاق لكلّ الذرائع التعطيلية التي وضعت في طريق التأليف منذ اشهر.
ولفتت المصادر، الى انّ بري يعتبر اننا امام فرصة لإنقاذ لبنان من الغرق، عبر المسارعة الى تشكيل حكومة اختصاصيين لا سياسيين، ولا ثلث معطلّاً لأحد. فكلما تأخّرنا تسارع الغرق اكثر وصولاً الى الارتطام في اسفل الكارثة.