تُعتبر عملية التلقيح المنتشرة حول العالم وفي لبنان ضرورة للمجتمع ولحمايته من هذا الوباء الفتّاك الذي قضى على الملايين. فعلياً، خلال مرحلة التلقيح، الدراسات لا تزال تجري على قدم وساق حول فاعلية اللقاحات والعوارض الناجمة عنها.
في لبنان بدأت عملية التلقيح في 21 شباط الماضي وهي مستمرة بوتيرة متسارعة عبر لقاح الفايزر الذي وصل أولاً ولقاحات أخرى وصلتنا عبر منظمة Covax، والقطاع الخاص الذي إستطاع إحضار لقاح سبوتنيك V.
في هذا السياق تشرح مصادر مطلعة عبر "النشرة" أنه "وفي بداية عملية التلقيح وعند أخذ اللقاح يفترض أن ننتظر ثلاثة أسابيع ونجري فحوصات بعدها لنرى إذا تشكّلت مناعة لدى الإنسان، أما حالياً فقد إتخذت لجنة كورونا قراراً يقضي بإعطاء الجرعة الثانية من اللقاح بعد ستة أسابيع من أخذ الجرعة الأولى وليس بعد ثلاثة أسابيع للإفساح في المجال أمام العدد الأكبر ليحصل على اللقاح".
ولفتت المصادر الى أنه ظهرت حالات لبعض الأشخاص في عدّة مستشفيات في لبنان تبيّن بعد أخذ لقاح فايزر بيومين أو ثلاثة أنهم أصيبوا بالفيروس. هذا الامر أكده رئيس لجنة كورونا عبد الرحمن البزري لـ"النشرة"، مشيرا الى أن " بعض الحالات ممّن لُقّحوا أصيبوا بكوفيد-19 بعدها"، مضيفا: "لا تفسير حتى الساعة حيال ما حصل، ولا ندري إذا كانوا أصيبوا قبل تلقي اللقاح وظهرت أعراضهم مع تلقيه، خصوصا وأن الأعراض لدى الإنسان المصاب بكورونا يمكن أن تظهر بين فترة أسبوع أو أسبوعين".
أما المصادر المطلعة فتعود لتشرح "وجود تفسيرين لهذا الوضع لا ثالث لهما فإما المريض مصاب بالكورونا واللقاح حرّك لديه العوارض، أو أن هناك مشكلة في طريقة عمل اللقاح، إذ يمكن أن يصاب بعوارض ولكن ليس من الممكن أن يصاب بالكورونا خلال 48 ساعة إذا لم يكن مصابا"، مؤكدةً أنه "تمت مراسلة "فايزر" في أميركا حول الموضوع وطلبت إرسال ملفّات المرضى لاجراء الدراسات في مختبراتها".
وهذه ليست الاشكالية الوحيدة التي تواجه اللقاحات، فهناك مشكلة التجلطات الناجمة عن أخذ لقاح الاسترازينكا في العالم وأغلب من أصيبوا كانوا ممرضات شابّات لا تتجاوز أعمارهن الـ30 عاماً، وعلى وجه الخصوص في مدينة أوسلو حيث تلقّين والاطباء اللقاح المذكور، وفي الدنمارك والنرويج وفنلندا تم ايقاف التلقيح به.
في حين أن مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية وليد خوري أكد أن "اشكاليات الاصابة بالتجلطات ضئيلة ولو أن البلدان الثلاثة أي فنلندا، النروج والدنمارك أوقفته"، مشددا على أننا "في لبنان نعمل بتوجيهات منظمة الصحة العالمية وهي لم تسحبه من الأسواق في العالم، وقد وصلنا من الاسترازينكا 30 ألف جرعة وبالمبدأ سيأتينا 70 ألف اضافية"، مؤكدا في نفس الوقت أن "لم تصلنا حالات خاصة عانت من أيّ عوارض بعد اجراء التلقيح بالاسترازينيكا".
إذاً، تبقى كلّ اللقاحات رهن التجارب والأيام المقبلة ستظهر مدى فعاليتها على البشر!.