أشارت صحيفة "الغارديان" البريطانيّة، في تحليل بعنوان "هل سيغيّر قرار إدانة ديريك شوفين عمل الشرطة في أميركا؟"، إلى أنّ "قرار هيئة المحلفين إدانة ضابط شرطة مينيابوليس السابق ديريك شوفين لقتله جورج فلويد، بمثابة لحظة تاريخيّة في محاكمة الإجراءات الوحشيّة للشرطة، وللحركة من أجل المساواة العرقيّة في الولايات المتحدة الأميركية".
ولفتت إلى أنّ "المراقبين يرون أنّ هذه القضيّة ستُشكّل نقطةً فاصلةً في ما يتعلّق بمحاسبة الشرطة في الولايات المتحدة ومساءلتها"، مبيّنةً أنّ "منذ نشر الفيديو الّذي صوّره أحد المارّة عن مقتل فلويد، تحوّل شيئان رئيسيّان. الأمر الأوّل هو أنّ حركة "حياة السود مهمّة"، الّتي تسعى إلى وضع حدّ لعمليّات القتل الّتي تمارسها الشرطة بحقّ السود، ومن أجل تحقيق العدالة والإنصاف، قادت انتفاضةً واسعة النطاق للحقوق المدنيّة، انتشرت عبر الولايات المتحدة وفي العالم".
وركّزت الصحيفة، على أنّ "مقتل فلويد أدّى إلى مسيرات واحتجاجات سلميّة إلى حدّ كبير في شتّى أرجاء الولايات المتحدة، من البلدات الصغيرة في المناطق الريفيّة إلى أكبر مدن أميركا"، موضحةً أنّ "الأمر الثاني أنّها أدّت إلى انهيار أجزاء كبيرة ممّا يُسمّى بـ"جدار الصمت الأزرق"، حيث تتستّر الشرطة على ارتكاب أفرادها لمخالفات وتتصدّى لمطالب المساءلة".
وذكرت أنّه "بعد أن شاهد رئيس شرطة مينيابوليس ميداريا أرادوندو، مقطع فيديو موت فلويد، تحرّكت الأمور بسرعة. ووصف أرادوندو علنًا قتل فلويد بأنّه جريمة قتل"، مفيدةً بأنّ "على الرغم من التأكيدات عند افتتاح المحاكمة، أنّ الأمر يتعلّق بشرطي واحد وقضيّة واحدة، كان من الواضح أنّ أميركا نفسها وشرطتها قيد المحاكمة".
وأكّدت أنّ "الولايات المتحدة تمتلك نظامًا لامركزيًا ضخمًا للشرطة، ويوجد في البلاد ما يقرب من 18000 قسم شرطة، لكلّ منها أساليبه الخاصّة للتعامل واستخدام القوّة وآليّات الرقابة، ممّا يجعل الإصلاح الشامل شبه مستحيل". ورأت أنّ "إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب أدّت إلى تراجع أي إصلاح في الجهاز الشرطي في الولايات المتحدة"، مشيرةً إلى أنّه "لم تحدث ثورة في العدالة العرقيّة أو في جهاز الشرطة في الولايات المتحدة، منذ مقتل جورج فلويد في 25 أيّار 2020". وخلصت إلى أنّ "الاحتجاجات الواسعة والأصداء الكبيرة الّتي أعقبت مقتل فلويد، أدّت إلى خطوات للأمام".