لفت المدبر العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأب هادي محفوظ، خلال ترؤسّه قدّاسًا احتفاليًّا بمناسبة ذكرى شفاء نهاد الشامي، في دير ما مارون - عنايا، إلى أنّ "مرّةً جديدةً نجتمع كما في الثاني والعشرين من كلّ الشهر، ونتذكّر القدرة العجائبيّة لمار شربل ونطلب شفاعته، وأن يصلّي لنا خاصّةً في هذه الأزمنة المطبوعة بأمور سيّئة. بشفاعته، تمّ شفاء الشامي سنة 1993، واليوم مرّة جديدة نطلب منه أن يكون معنا".
وأشار إلى أنّ "في الإنجيل اليوم، يقول يسوع المسيح إنّ المؤمن ينال حياةً أبديّةً. لتكون لدينا الحياة الأبدية، يجب أن ننظر إلى الله من جديد، وأن نفهم أنّ حياتنا لا معنى حقيقيًّا لها من دون الله. في هذه الأيّام، كلّ الأزمات الّتي تطرق أبوابنا، تدفعنا للتفكير في اليوميّات والمشاكل وكيفيّة تأمين أنفسنا وعائلاتنا والمحيطن بنا، وكيف نسير إلى الأمام، وهذا الأمر يتعب الإنسان الّذي لن يعرف كيف يتصرّف، وربّما لا يعرف كيف وأين يجب أن ينظر".
وأكّد الأب محفوظ "أنّنا يجب أن ننظر إلى الله، وأن نطلب من يسوع أن يساعدنا كي نتمكّن من رؤية ربّنا بشكل أفضل مرّة أخرى. يجب أن ننظر إلى السماء ونقول إنّ من عنده خبز الحياة، والإيمان الصحيح والحياة الأبديّة"، مبيّنًا أنّ "الحياة الأبديّة هي أن يعيش الإنسان في الحياة دائمًا، بدءًا من هذه الحياة على الأرض".
وركّز على أنّ "المؤمن الحقيقي يعيش الحياة حتّى في خضمّ المصاعب والمشاكل، وربّما نحن أكثر الأشخاص الّذين يمكننا أن نشهد الآن ما معنى المصاعب والمشاكل، وهذا ليس معناه ألّا نهتمّ بيوميّاتنا وكيف نعيش حياةً كريمةً، لكن يجب ألّا نسمح لها أن تغرقنا بها وأن تعيّشنا في الخوف والإحباط والقلق الدائم"، موضحًا أنّ "من الطبيعي أن نخاف ونقلق، لكن ليس طبيعيًّا أن نبقى رازحين تحت هذا الخوف".
كما شدّد على "أنّنا يجب أن نلتجئ إلى الله، الّذي هو خبر الحياة، لكي نتمّكن من السير إلى الأمام"، لافتًا إلى أنّ"الحياة الأبديّة تبدأ من الآن، إذا عرفتا مرةً جديدةً أن نتطّلع إلى ربّنا".