أشار رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة الى أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري "مستمر في بذل مساعيه لحصول التأليف، وزيارته الى روسيا لإمكان أن يصار عبر القيادة الروسية، إلى اجراء الاتصالات مع الأطراف الخارجيين الذين يحولون دون تشكيل الحكومة العتيدة، أما زيارته الى الفاتيكان ومقابلته لقداسة البابا وللمسؤولين، فهي أيضا محاولة للتأكيد على صيغة العيش المشترك التي يتميز بها لبنان وأيضا في محاولة من الحريري لأن يبذل الكرسي البابوي مساعيه من أجل خفض الاستعصاءات التي تمارس من الداخل اللبناني، وتلك الاستعصاءات من الخارج، وتحديدا من قبل النظام الإيراني".
وعن وجوب بذل مساع داخلية بديلا عن هذه الزيارات حتى يتم تشكيل الحكومة، أوضح أن "الدستور شديد الوضوح في هذا الشأن، وهو فعليا يحدد بأن على رئيس الجمهورية أن يقوم بالاستشارات النيابية الملزمة له في القيام بها وأيضا في نتائجها. ورئيس الجمهورية كما أصبح معلوما، لا يخفي سرا أنه لا يريد سعد الحريري كرئيس للحكومة. هذا الامر ليس سرا على أحد، وهو ما لا يستطيعه رئيس الجمهورية ولا يخوله بذلك الدستور".
أضاف: "رئيس الجمهورية ميشال عون لا يستطيع ان يفرض على الرئيس المكلف ما يريده، لأن من يتحمل مسؤولية الحكومة في تأليفها وفي نجاحها أو فشلها هو في المحصلة الرئيس المكلف، فهو الذي عليه أن يقنع البرلمان وان يدافع عن الحكومة".
وعن سبب زيارة الفاتيكان الآن، لفت الى أن "السلاح الطائفي الذي يشهره الرئيس عون وصهره جبران باسيل، دفع الرئيس المكلف لزيارة قداسة البابا فرنسيس وللاجتماع بالمسؤولين في الفاتيكان لسحب الذرائع لاستعمال هذا السلاح. وإن التصريحات التي يدلي بها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في منتهى الوضوح والصراحة، وعندما يعبر عن موقفه فهو يستند أيضا إلى دعم من الفاتيكان. كما أن استعمال هذا السلاح الطائفي والمذهبي لا يجد صدى عند الراعي وكذلك عند الفاتيكان، ولم يبق صديق ولا عدو ولا محب ولا خصم في العالم الا وعبر عن عدم الرضا عن المواقف الاستعصائية التي تحول دون تأليف الحكومة اللبنانية، والتي لا يزال رئيس الجمهورية يتمسك بموقفه غير الدستوري ويعاند في عدم تسهيل التأليف. الموقف اللبناني في الداخل، وكذلك عربيا ودوليا واضح وصريح يطالب بتأليف حكومة لأن لا إمكانية لمساعدة لبنان الا إذا بادر الى مساعدة نفسه، والباب الوحيد لذلك هو تسهيل التأليف. المساعي ما زالت مستمرة والاستعصاء ما زال قويا لدى رئيس الجمهورية وصهره ولدى الجانب الإيراني عبر حزب الله".