قدم مدير مركز الأزمات والمساندة التابع لوزارة أوروبا والشؤون الخارجية(CDCS) إريك شوفالييه تقييما لزيارته لبنان، وزار خلالها المشاريع الكثيرة التي تمولها فرنسا في إطار الإستجابة للأزمات المتعددة التي يعاني منها لبنان، وذلك بحضور سفيرة فرنسا آن غريو، معلنا أن "فرنسا زادت في شكل ملحوظ مساعدتها الطارئة لمصلحة الشعب اللبناني، وخصصت وفي الأشهر الأخيرة، نحو 50 مليون يورو للقطاعات التي تحظى بالأولوية كالصحة والأمن الغذائي والتعليم وإعادة الإعمار".
وركزت غريو على "الجهود الكبيرة والمتعددة وغير المسبوقة التي تقوم بها فرنسا من اجل اللبنانيين، فرئيس الجمهورية الفرنسية اعلن بقوة، ولمرات عدة، إن فرنسا ستبقى الى جانب اللبنانيين، ولن تتخلى عنهم في هذه الأزمة الشديدة التي يعانون منها. لقد خصصت اكثر من 85 مليون يورو تضمنت نحو 50 مليون يورو كبادرة استجابة لإنفجار مرفإ بيروت، وهي مساعدة هادفة طاولت 4 اولويات هي: الصحة، الأمن الغذائي، التعليم واعادة الإعمار، وهذه الجهود ستستمر عام 2021 حيث سيخصص نحو 50 مليون يورو لتلبية حاجات اللبنانيين عن كثب، وقد طورنا مساعدة خصصت لمكافحة مرض الكورونا، وقمنا بتقديم مساعدة قدرها نحو مليون يورو لمساعدة السكان الأكثر هشاشة في طرابلس ومنطقة عكار".
واضافت: "يجب تشكيل حكومة مؤلفة من شخصيات كفوءة قادرة على العمل على هذه الإصلاحات المعروفة من الجميع. وان فرنسا ستكمل جهودها للوصول الى هذه الأهداف، وهي مصممة على متابعة جهودها من اجل تشكيل حكومة حيث يلزمنا وجود محاورين من اجل السير بالإصلاحات".
واعلن شوفالييه أنه "اتيت الى لبنان لأطلع على الأوضاع الإنسانية والأقتصادية - الإجتماعية فيه، وتحديد الأولويات والبرامج التي تقوم بها فرنسا وشركائها من اجل متابعة وتطوير هذه المساعدات. التقيت بالكثير من الشخصيات وزرنا طرابلس ومنطقة عكار والبقاع، للإطلاع على الحقائق ولقاء السكان اللبنانيين واللاجئين السوريين والفلسطينيين ومقابلة الجهات الفاعلة الدولية، والمنسقة المقيمة للأمم المتحدة نجاة رشدي، وقائد الجيش اللبناني، وممثلي قوى الأمن الداخلى ووزارة الصحة".
وقال: "لفتتني الأوضاع الخطرة والمقلقة على الصعيد الإجتماعي والإقتصادي، وهي من الأسوأ التي عرفها اللبنانيون. وان عدد الإشخاص الذين تحدثوا عن العدد الكبير للسكان الذين يعانون الجوع ولم يعد في مقدورهم الحصول على الخدمات الصحية الأساسية هو كبير".
واعتبر أن ينبغي "الإعتراف بأن السكان هم في وضع اقتصادي دراماتيكي، يتطلب استجابة على المستوى الغذائي والصحي. ويجب الا ننسى ان اللاجئين ايضا هم في وضع صعب ايضا. ويجب تلبية حاجات مختلف فئات المجتمع، وان جزء كبير من مساعداتنا يمر عبر المنظمات غير الحكومية اللبنانية، وما لفتني هو تجند المواطنين اللبنانيين والمنظمات المحلية للمساعدة ومنها مثلا جمعيات سنابل النور في طرابلس الذي اعلنت رئيستها انها لم تواجه قط حالات تعاني الجوع كما هو الحاصل، ونحن من كبار الداعمين لهذه الجمعية التي ستنتقل من توزيع الحصص الغذائية الى اقامة مخابز للتضامن. وجمعية سلام في البقاع تعمل مع اللاجئين السوريين، ومؤسسة عامل في بيروت، وجمعية ليف لوف بيروت، وهذا نسيج يمكن الأستناد اليه لنشر الأمل في هذه الأوضاع الصعبة".
واعلن أن اوضاع اللبنانيين اصبحت اصعب من اوضاع اللاجئين في لبنان الذين يحصلون على مساعدات دولية ان "فئة من المواطنين اللبنانيين تعاني في شكل غير مسبوق من الأوضاع الإقتصادية وتعاني الجوع ولا ادوية لديها وتعاني صعوبة في السكن، ويجب الا يكون ثمة تعارض بين الإحتياجات لأن هذا سيؤدي الى كثير من التناقضات والصعوبات، ويجب التعاطي مع المسألة من باب الحاجات، ففي غياب تشكيل حكومة تنجز الأعمال وتدير الدفة كما يجب، يفترض الإستجابة ومساندة الفاعلين الذين يحاولون سد الحاجات وهذا يمر من خلال المؤسسات اللاحكومية الذين يقومون بعمل مدهش، وان عدم استجابة المؤسسات والسلطات هو سبب الأزمة الحالية واللبنانيون يقولون انهم كانوا يفضلون استجابة السلطات لإنتظاراتهم وهم يعبرون بذلك عن غضب".
وشدد على أن "الكثير من الممولين الدوليين يقولون انهم جاهزون لتقديم مساعدات متوسطة وطويلة الأمد والكثير من الفاعلين والمانحين الدوليين جاهزون لذلك شرط سير عمل المؤسسات واجراء الإصلاحات التي تمكن من ذلك، وهم يقولون سنساند لبنان عندما نشعر بأنه من المفيد وضع مبالغ كبيرة وفي شكل مستدام في لبنان".