أكثر من ستة أشهر على فشلها في تشكيل الحكومة والأحزاب السياسية تريد مكافحة التهريب بينما "دود الخل منه وفيه"
مرّ 188 يوماً على تكليف سعد الحريري لتشكيل الحكومة في 22 تشرين الأول الماضي، وفشلت الطبقة السياسية كلها، خلال هذه الفترة من تحرير لبنان من أزمته، في ظل تقاذف للمسؤوليات والاتهامات بين جميع الأفرقاء.
في هذا السياق، تبرز المعدلة التي يعرفها الجميع، أي التهريب الذي يطال السلع المدعومة، فأزمة إصطفاف اللبنانيين أمام محطات البنزين لساعات بينما الصهاريج تتجاوز الحدود أمر يعرفه الجميع، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الدواء والسلع الغذائية، والأخير إستطاعات أن تلف العالم بينما المواطنين كانوا يتقتلون في السوبرماركات من أجل الحصول عليها.
بالتزامن، جاء القرار السعودي بوقف إستيراد الفواكه والخضار من لبنان بعد ضبط شحنة مخدرات معبئة داخل كميات من الرمان، بغض النظر عما إذا كان له أسباب سياسية، ليؤكد المخاطر التي تتطرها هذه الظاهرة على لبنان واللبنانيين، إلا أن المفارقة أن الأحزاب السياسية سارعت إلى إطلاق الدعوات من أجل مكافحتها، وطالبت بإجراءات حاسمة لمنع تكرار مثل هذه الأعمال، بينما الجميع يعلم أن "دود الخل منه وفيه"، سواء كان ذلك يتعلق بتهريب المواد المدعومة أو تهريب المخدرات، لا بل أن الذي يمنع محاسبة أي شبكة يتم توقفيها، في حال لم تحل الحماية دون ذلك، هي هذه الأحزاب نفسها.
أمام هذا الواقع، هل تدرك هذه الأحزاب أن الوقت حان لكي تبدأ بالبحث عن كيفية حماية اللبنانيين ومصالحهم، بعد أن أن كان همها، طوال سنوات طويلة، البحث عن كيفية سرقتهم من أجل زيادة أرصدة قيادتها المالية أو تأمين مصالح الجهات الخارجية الداعمة لها مهما كان الثمن؟