لفت المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، إلى أنّ "عقليّة الدولة المزرعة وكعك المؤسّسات والإدارات العامّة، وصفقات التلزيم للحواشي والأزلام وشركات العائلة والمحسوبيّة، وخوّة الوظيفة والانتماء، وشروط الإقطاع السياسي، ولعبة "عنزة لو طارت" ومحميّات الطرابيش، وشره الحلقة الضيقة، كشف البلد عن انهيار تاريخي وإفلاس شامل، وسقوط مرّوع لمشروع الدولة ونهب كارثي لودائع الناس؛ ما حوّل ازدهار المجتمع اللبناني إلى مقابر وقسّم البلد إلى متصرّفيات".
وأشار في تصريح، بمناسبة ولادة الإمام الحسن المجتبى، إلى أنّ "الآن الناس تئنّ من كابوس البؤس واليأس والبطالة والجوع وذئاب اللعبة النقديّة، وغطرسة كارتيلات النفط والخبز وغرف غزوات الدولار ومحتكري الأسواق، وجماعة أنا أو لا أحد، والمسؤول الرئيسي عمّا يعانيه المسلم والمسيحي، طبقة سياسيّة ماليّة حَكمت بعقليّة إقطاع، ونهبت بعقليّة مزرعة، وتقاسمت على طريقة اللصوص".
وركّز المفتي قبلان، على أنّ "رغم حجم الكارثة، ما زالوا مكابرين وعلى سنّ ورمح، يتعاملون مع الناس على قاعدة "فخار يكسّر بعضه"، والمقابر مفتوحة والجنائز منبر انتخابات، وسط شعب يجري قتله بالعلن، وطبقات إقطاعيّة ما زالت مصرّةً على كرسي السلطة، وسط دولة أشبه بمقابر أموات".
وشدّد على أنّه "بالرغم من أنّ أمامنا شهرًا ما قبل الكارثة المدوّية، إلّا أنّ طبقة الفساد اللبناني تتعامل على طريقة "يجب أن يخسر خصمي حتّى لو طار البلد". ومع أنّ تشكيل "حكومة تسوية" بمثابة "أوكسيجين حياة" لوطن يتّجه عموديًّا نحو القعر، إلّا أنّ طبقة "أنا أو الخراب" آخر همّها البلد والناس وجوعها وبؤسها وجنائزها".
كما أكّد أنّ "الحل بقلب الطاولة سياسيًّا، بعيدًا عن الجمعيّات والشخصيّات الّتي جرى تفريخها بأنابيب وكالة التنمية الأميركية، لأنّ هذا البلد لا ينقذه إلّا أهله وعن طريق التغيير السياسي الجذري، والانتخابات على الأبواب. وما لم يغيّر الشعب الآن، لن تتغيّر كارثة انهيار لبنان".