مرّ 188 يوماً على تكليف سعد الحريري لتشكيل الحكومة في 22 تشرين الأول الماضي، وفشلت الطبقة السياسية كلها، خلال هذه الفترة من تحرير لبنان من أزمته، في ظل تقاذف للمسؤوليات والاتهامات بين جميع الأفرقاء.
في هذا الإطار، تجتاح في هذه الأيام المناطق اللبنانية أسراب من الجراد، الأمر الذي استدعى إستنفار العديد من الأجهزة الرسمية، لكن اللافت أن هذه الأجهزة تأخرت نظراً إلى أن وصول هذه الأسراب كان متوقعاً منذ فترة.
على الرغم من ذلك، يبدو أن على اللبنانيين الشعور بالتعاطف مع الجراد لأنه وصل متأخراً، نظراً إلى أن الأحزاب السياسية كانت قد سبقته وأكلت الأخضر واليابس، وهي اليوم، بدل عن أن تبحث عن أي طريقة للتعويض عن ما ارتكبته على مدى السنوات الطويلة، مصرة على الإستمرار في السياسات نفسها التي أدت إلى الإنهيار، وأبرزها الفساد ولعبة المحاصصة والولاء للخارج.
إنطلاقاً مما تقدم، قد يكون من المفيد العمل على مكافحة الأحزاب السياسية قبل أي أمر آخر، نظراً إلى أن خطرها على الوطن يفوق أي خطر آخر، من الممكن التعامل معه بسهولة بعد التخلص منها، كي يبدأ اللبنانيين بعد ذلك بالعمل على إعادة بناء دولتهم وفقاً لأسس سليمة تكون كفيلة بعدم تكرار ما حصل معهم في السنوات الماضية.