تساءل رئيس حكومة سابق، في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط" عن حصر لقاءات وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان برئيسي الجمهورية ومجلس النواب، "هل يتصرف وزير خارجية فرنسا بهذه الطريقة من دون العودة إلى الرئيس إيمانويل ماكرون الذي يوفر له الحماية للدعسة الناقصة التي أقدم عليها!"، موضحاً أن "الموقف الفرنسي قوبل باستهجان وطرح تساؤلات يُفترض بباريس أن تجيب عليها".
وأكد أن "رؤساء الحكومات السابقين لا يزالون يدعمون رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي يتمسك بالمبادرة الفرنسية لإنقاذ لبنان"، لافتاً إلى أنهم "نصحوه بالصمود، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري دخل على خط الاتصالات انطلاقاً من حرصهم على إعطاء فرصة لإنجاح المبادرة، قبل أن يُفاجأ هؤلاء بموقف فرنسي غير مدروس ربما يراد منه التحريض على الطبقة السياسية لصرف الأنظار عمن يتحمّل مسؤولية حيال تمديد أزمة تشكيل الحكومة".
كما توقع أن "يبادر الحريري إلى وضع النقاط على الحروف، وهو يعود له وحده اختيار التوقيت المناسب ليدلي بدلوه من دون مراعاة أحد، ليس دفاعاً عن نفسه، وإنما لتصويب ما يمكن أن يرافق محادثات لودريان من تداعيات ومفاعيل سياسية من غير الجائز تحميلها لمن أيّد المبادرة الفرنسية بالأعمال لا بالأقوال".
وفي وقت دعا رئيس الحكومة السابق إلى "ترك الأمور تأخذ مجراها"، شدد بالمقابل على أن "المساواة بين الحريري وبين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل ومن خلفهما "حزب الله" مرفوضة؛ خصوصاً أن تحميل الحريري مسؤولية حيال تعثّر تشكيل الحكومة ما هو إلا تحامل عليه، وسيضطر إلى اتخاذ موقف قد يفاجأ به الجميع ومن بينهم رؤساء الحكومات السابقين الذين كان لهم دور في اجتماعهم الأخير بدعوته إلى تصليب موقفه".
وسأل كذلك، "هل أن لودريان مضطر للمجيء إلى بيروت لسحب المبادرة الفرنسية من التداول؟ أم أنه سيحاول إنقاذها، وإنما ليس بهذه الطريقة؟ إلا إذا كان المطلوب تشكيل حكومة بأي ثمن، محملاً الآخرين مسؤولية الخروج عن خريطة الطريق التي رسمها ماكرون لإنقاذ لبنان شرط الالتزام بالمواصفات الدولية لمساعدته للخروج من أزماته".