رأى أمين سر تكتل الجمهورية القوية النائب السابق فادي كرم، أنه باستطاعة كل تقارب بين القوى الدولية والإقليمية، ان ينعكس إيجابيا على الداخل اللبناني، شرط ان يحدد اللبنانيون خياراتهم الوطنية والسيادية، ان مصلحة لبنان تتقدم على مصالح غيره من الدول، وذلك على قاعدة ان الكيان اللبناني، كيان حيادي مستقل، ولن يكون جائزة ترضية لأي من قوى الصراع في المنطقة الشرق أوسطية.
ولفت كرم في تصريح لـ"الأنباء" الكويتية، إلى ان المسألة من وجهة نظر القوات اللبنانية، أكبر من ان تنعكس إيجابيات التفاوض في فيينا، خيرا على أزمة تشكيل الحكومة في لبنان، فالمطلوب، هو توقف السلطة الحاكمة، عن التصرف وكأن لبنان حديقة خلفية لسياسة طهران في المنطقة العربية، لأن تأليف الحكومات في ظل السلطة الحالية التي وضعت لبنان بالتصرف الإيراني، لن يحقق المرتجى من اي حكومة مهما كانت مستقلة ومن خارج البصمات الحزبية، معتبرا بالتالي ان الأهم من ان تطلق المؤشرات الإيجابية يد الرئيس الحريري في تشكيل حكومته، هو حياد لبنان وإبعاده عن دفع ثمن التسويات الخارجية أيا تكن هوية أطرافها.
وعليه، أكد كرم أنه لا أهمية لأي تسوية بين دول الصراع في المنطقة، ولا فائدة من اي اتفاق أميركي - إيراني، ما لم يسمح للبنانيين بإعادة إنتاج سلطة جديدة عبر انتخابات نيابية مبكرة، تخرج لبنان من مسلسل الانهيارات على اختلاف أنواعها ومخاطرها، وتسحب اسمه من على متن لائحة الجوائز لهذه الدولة الإقليمية او تلك الدولية.
من هنا، اعتبر كرم ان "التسويات الإقليمية أيا تكن نتائجها والغاية منها، ستبقى من وجهة نظر القوات اللبنانية، فارغة المعنى والمضمون، ان لم تؤكد على حياد لبنان، وعلى دوره العربي ككيان سيد حر مستقل".