انتقدت صحيفة "الغارديان"، موقف شركة "فيسبوك" المتردد حول منع الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب من مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرةً أن هذا القرار "تضييق على حرية التعبير من قبل شركات التكنولوجيا".
ولفتت إلى أن "قرار فيسبوك سيفتح الباب لعودة ترامب مستقبلاـ فاستمرار المنع سيغذي أفكار اليمين بأن وسائل الإعلام الكبيرة ووسائل التواصل الاجتماعي تفرض الرقابة على الأصوات المحافظة، ومنها ما يردده ترامب على أنصاره بأن هذه الوسائل تمنع أصواتهم".
وتابعت، "سيؤدي إعلان استمرار المنع أيضا بأنصار ترامب إلى تصنيف وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بأنها عدوة لحرية التعبير"، مرجحةً أن "يعود ترامب إلى "فيسبوك" على المدى الطويل لتحضير انتخابات 2024 إما مرشحا أو داعما لأحد المرشحين".
كما رأت أن "العودة إلى "فيسبوك" أقل أهمية بالنسبة لترامب، فهو ممنوع أيضا من "تويتر" وهو وسيلته المفضلة في التعبير. ولكن "فيسبوك" كان أكثر تأثيرا في حملته الانتخابية، فقد وفر له الفضاء لجمع الدعم المالي ولحشد أنصاره ونشر المعلومات الكاذبة عن منافسيه".
وأشارت الصحيفة إلى أن "رفع الحظر عن ترامب يحمل رهانات كبيرة. فقد منع لأنه كتب على "فيسبوك" يمجد مثيري الشغب الذين اقتحموا مقر الكونغرس وهددوا بقتل نائبه مايك بنس. ولا يزال يصف انتخابات 2020 الرئاسية بأنها كذبة كبيرة ويحرض أنصاره لاستخدام هذا الوصف. وقد أرسل هذه التعليقات بالبريد الالكتروني فقط، ولكن لو أتيحت له الفرصة لترديد كلامه على "فيسبوك" لانتشر انتشارا واسعا".
وفي هذا الإطار، حذرت من أن "غياب ترامب عن مواقع التواصل الاجتماعي قد يوهم الناس بأن الخطر زال تماما من المجتمع، في حين أنه موجود من دون ترامب. والواقع أنه لا يمكن القضاء على الفكرة حتى لو كانت خاطئة. والمطلوب منا هو التعايش معها".