لم يلمس أساتذة التعليم المسائي أيّة جديّة في التعاطي مع قضيّتهم المحقة، في ظلّ وضع اقتصادي واجتماعي متدهور، فلم يتم حتى الآن دفع كامل مستحقاتهم عن الفصل الثاني من العام الفائت ٢٠١٩/٢٠٢٠، ولا حتى تطمينات فيما يخص دفع مستحقات هذا العام ٢٠٢٠/٢٠٢١، لكن ما يناله الأستاذة فقط مجرد وعود وتقاذف مسؤوليات بين وحدة التعليم الشامل والوزير والأمم.
لقد أيّدت رابطة معلمي التعليم الأساسي في لبنان في بيانها الصادر بتاريخ ٢٠٢١/٢/١٨ الإعتصام الذي دعت إليه لجنة أساتذة الدوام المسائي لغير اللبنانيين، كما وحذّرت أن نهاية شهر شباط ٢٠٢١ هي المهلة الأخيرة لجلاء حقيقة الأمور، وبحال لم تتعهد الدول المانحة تسديد المتوجب عليها ستدعو الى وقف التدريس في كافة مدارس دوام بعد الظهر اعتباراً من أول شهر آذار ٢٠٢١، والقيام بخطوات تصعيدية بوجه المقصرين.
وبالفعل فقد طالبت الرابطة في بيانها الصادر بتاريخ ٢٠٢١/٢/٢٥ بتصحيح أجر الساعة ومستحقات صناديق المدارس وفقاً لارتفاع سعر صرف الدولار، وقد أكدت بأنها لن تتوانى عن اللجوء إلى مقاضاة الجهات المانحة وكل من يعنيه الأمر في إطار حرصها على تحصيل الحقوق. وبعد أن حصل المتعاقدون والمستعان بهم في الدوام الصباحي على مستحقاتهم عن الفصل الثاني للعام الماضي، أعلنت الرابطة وقف التدريس في الدوام المسائي اعتباراً من يوم الإثنين الأول من آذار ٢٠٢١، حيث دعت جميع المديرين والمعلمين إلى الالتزام بوقف التدريس لحين دفع المستحقات عن الفصل الثاني ومستحقات صناديق المدارس عن العام الماضي أيضاً لدوام بعد الظهر، وتحديد موعد قريب جداً لدفع مستحقات الفصل الأول لهذا العام.
لكن المفاجأة أتت في بيان الرابطة الصادر بتاريخ ٢٠٢١/٤/٢٢ حيث علّقت الإضراب في دوام تعليم السوريين اعتباراً من صباح يوم الجمعة ٢٣/٤/٢٠٢١ بعد أن تأكدت الرابطة حسب بيانها أنه سيتم صرف مستحقات الفصل الثاني من العام الماضي لدوام بعد الظهر مطلع الأسبوع المقبل وأن مستحقات صناديق المدارس ستصرف خلال أسبوعين أو ثلاثة على الأكثر. في المقابل أعلنت لجنة أساتذة الدوام المسائي لغير اللبنانيين في بيانها الصادر بتاريخ ٢٣/٤/٢٠٢١ عدم تراجعها عن الإضراب المفتوح وعدم التزامها بقرار رابطة التعليم الأساسي، حيث أدانت ما أقدمت عليه الرابطة من تسخيف لحقوق الأساتذة والاستهتار بمطالبهم المحقة.
وبعد متابعة اللجنة الفاعلة لمتعاقدي الأساسي مع المعنيين يوم الخميس ٦/٥/٢٠٢١، تبين أن لا شيء في الأفق ولا موعد محدد لقبض مستحقات الفصل الاول لهذا العام للأساتذة المستعان بهم قبل الظهر وبعد الظهر، وأن اليونيسف حددت سعر صرف الدولار عشرة الاف ليرة ( رواتب الموظفين على سعر الصرف ٣٩٠٠ ليرة لبنانية وحصة التدريس للمعلم على سعر الصرف ١٥٠٠ ليرة لبنانية أي ما يساوي ال ٢٠ الف ليرة لبنانية، و "دولار كاش" لبعض الموظفين فقط).
وبعد تحويل فروقات الزيادة "الرشوة" التي أقرّت سابقاً للمدراء في مدارس تعليم اللاجئين السوريين، وفي ظل التخبط والغموض واللامبالاة، أقدم عددٌ من مدراء تلك المدارس، على تهديد الأساتذة الملتزمين بالإضراب وإجبارهم على العودة إلى التعليم وإلا فالبديل جاهز. وبالفعل تراجع عدد كبير من المعلمين عن الإضراب تحت وطأة الترهيب والوعيد، مع العلم أن ليس هناك أي مطلب من المطالب قد تحقق وأن الفساد والاستنسابية ما زالا يحيطان بملف تعليم اللاجئين السوريين في الدوام المسائي.