لفت الأمين العام لـ"الحزب الشيوعي اللبناني" حنا غريب، خلال تظاهرة نظّمها الحزب لمناسبة عيد العمال العالمي، انطلقت من ساحة رياض الصلح باتجاه مرفأ بيروت، مرورًا بـ"شركة كهرباء لبنان" وجمعية المصارف، إلى "أنّنا جئنا إلى مرفأ بيروت انتصارًا لدماء عمّاله وانتصارًا لشهداء الطبقة العاملة اللبنانية وحركتها النقابية، وللتعهّد لأهالي الشهداء والمنكوبين بمتابعة المسيرة، وتصعيد الانتفاضة لمحاسبة منظومة الإجرام الّتي قتلتهم".
وأشار إلى أنّه "عيد كلّ العاملين بأجسادهم وعقولهم، عيد الّذين يبيعون قوّة عملهم كي يعيشوا، هو يوم الوقوف مع المتعطّلين عن العمل، مع الّذين نهبت ودائعهم الصغيرة، مع طلّاب الخارج وأهلهم لتأمين الدولار الطالبي، ومع شرائح واسعة من اللبنانيّين الّذين تهجّروا ليعملوا في الخارج بسبب ارتكاز الاقتصاد على الريع وضرب القطاعات المنتجة".
وركّز غريب على أنّ "أحزاب السلطة و"مصرف لبنان" قد بدأت برفع الدعم عن السلع الأساسيّة، بحيث سترتفع معه الأسعار بشكل كبير، بحجّة أنّها لا تريد المسّ بأموال المودعين الـ15 مليار دولار، وهي الّتي نهبت أكثر من 100 مليار دولار. وهو ما يدعونا إلى الاستعداد لتصعيد الانتفاضة ولاسترجاع الأموال المنهوبة". وشدّد على أنّ "كلّ ما يقومون به هو إذلال الناس بصناديق الإعاشة الّتي ينهبونها من السلع المدعومة، ليوزّعوها على المقرّبين والمحازبين، فيما البطاقة التمويلية المزعومة هي بمثابة بطاقة انتخابيّة ستوزَّع على المقرّبين لإعادة إنتاج سلطتهم من جديد".
وأكّد أنّهم "يرهنون قراراتهم ونفطنا وسيادتنا ومالنا العام لأوصياء الخارج، سعيًا وراء بعض القروض والتسهيلات، أمّا حزبنا فقدّم البرامج والبدائل قبل الانهيار وبعده، على قاعدة حلّ أساسه داخلي، في إطار دولة تستلهم مثل العلمانيّة والديمقراطيّة والمساواة والعدالة الاجتماعية، وتكون متحرّرة من سطوة تحالف الزعامات الطائفيّة ورأس المال الاحتكاري، وتبدأ الحلول من الداخل".
كما أعلن غريب "أنّنا سنتابع المواجهة، ولن نترك الشارع وسنضاعف العمل على بناء أوسع تحالف سياسي واجتماعي للتغيير، يشكّل أداةً لمشروع سياسي يقدّم نفسه مشروعًا بديلًا من المنظومة الحاكمة، ويتولّى مسؤوليّة قيادة الصراع معها، ليخلق موازين قوى جديدة تفرض تأليف حكومة إنقاذ وطني من خارج المنظومة الحاكمة، ذات طابع انتقالي بصلاحيّات تشريعيّة استثنائيّة".
أمّا رئيس "الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين النقابي" كاسترو عبد الله، فذكر "أنّنا نقف اليوم فوق الدمار الرهيب الّذي خلّفته جريمة الانفجار الكارثي لمرفأ بيروت في الرابع من آب العام الماضي، وأودى بحياة 200 شهيدة وشهيد سفكت دماؤهم الطاهرة"، سائلًا: "أين أصبحت الخمسة أيّام الّتي وعدونا بأنّهم لن يتجاوزوها؟ وأين أصبح إعمار المناطق المنكوبة؟ بل متى سيعود قلب العاصمة إلى الخفقان؟ تساؤلات كثيرة لم تعطنا السلطة وقضاؤها المسيّس إجابات عنها لنا ولعوائل الشهداء".
وجزم "أنّنا لن نتراجع عن حقوقنا، وسنبقى نناضل من أجل الكشف عن المجرمين الّذين أوصلوا البلاد إلى الانهيار وكانوا السبب في قتل الأبرياء. سنحاسب الفاسدين وسارقي المال العام على السياسات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والماليّة، الّتي أوصلت البلاد إلى الفقر وأغلبيّة اللبنانيّين إلى الجوع".