على وقع صيحات التكبير في مساجد غزّة احتفاء بتنفيذ فصائل المقاومة وعدها ومبادرتها الى البدء بتوجيه صليات من الصواريخ نحو مراكز للإحتلال في القدس والمستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزّة منذ لحظة انتهاء مدّة تحذيرها الذي وجّهته لإسرائيل في الساعة السادسة من عصر اليوم الإثنين.. بات السؤال " هل تنجح الوساطة المصرية-القطرية في لجم "المحظور القادم على "اسرائيل" ام تنحو التطورات الساخنة على متن انتفاضة المقدسيين الى مواجهة قد تتجاوز حدود تلك الإنتفاضة الى خارجها صوب الإقليم؟ خصوصا بعد تسريب معلومات صحفية لبنانية اكّدت وصول رسائل "نارية" من محور المقاومة الى "من يهمه الأمر" في تل ابيب، منذ تحديد يوم انطلاق مناورة "مركبات النار" الأضخم في تاريخ "اسرائيل"!
فأن يندلع حريقٌ ضخم آخر في حيفا، هذه المرّة بجوار أحد أكبر مصانع الأسلحة "الإسرائيليّة" بعد ايام قليلة على الحريق المماثل الذي التهم احدى مصافي النّفط فيها، في ذروة انتفاضة المقدسيّين المستمرّة ضدّ الإحتلال "الإسرائيلي".. فهذا ليس بالحدث العادي سيّما إذا أُلحق سريعا بآخر تمثّل بتصفية احد عملاء الإستخبارات"الإسرائيلية"ويدعى يهودا كوهين في المكسيك-وفق ما ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية امس، وخُرقت برسالة نارية وجّهها الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله الى "اسرائيل" في إطلالته يوم الجمعة الفائت عشيّة انطلاق المناورة الإسرائيلية، حذرّ فيها من ايّ خطأ او حركة عدوانيّة تجاه لبنان!
وسريعا تناقلت مواقع إخباريّة لبنانيّة معلومات عن جهوزيّة غير مسبوقة في صفوف المقاومين في حزب الله وصلت الى حدود 100 بالمئة، مشيرة الى انّ المناورة العسكريّة الضخمة التي تحدّث عنها السيّد نصرالله تُعتبر في غاية الخطورة، حيث انّ الجيش "الإسرائيلي" يكرّر الآن خطوات ما قبل حرب تموز 2006، وهي تحاكي حربا كبرى سيكون رحاها الحدود الجنوبية والشماليّة لفلسطين المحتلة، مشيرة الى انّ مجريات الأحداث المرتقبة لن تقتصر على الجبهتَين، حيث ستحاكي المناورات تعرُّض "اسرائيل" لكمّ هائل من الصواريخ التي ستُطلقها قوى المقاومة في لبنان، سورية، اليمن، العراق وفلسطين.
ووسط كلّ ما يجري، نبّه قادة عسكريون في "اسرائيل" من اندفاعة"الرؤوس الحامية" نحو الحرب، بينهم الجنرال يتسحاق بريك، الذي حذّر من انّ مخاطر الحرب المرتقبة ستكون مخيفة على "اسرائيل"، خصوصا بعد "إخفاقات خطيرة جدا" على المستوّيَين العسكري والسياسي، معتبرا انّ ما جرى في جبل ميرون قبل اسبوع لم يكن سوى تصوير فعلي ل"كارثة فظيعة ستحصل في الجبهة الداخليّة" الإسرائيلية بالحرب المرتقبة". ودقّ بريك ناقوس الخطر قائلا "مقابل هذه الكارثة التي قضى فيها العشرات،سيكون هناك عشرات آلاف القتلى والجرحى في كارثة الحرب القادمة".
وبين استبعاد اندلاع حرب شاملة رغم التطوّرات الساخنة في القدس والمناورة العسكرية الضخمة التي تواكبها، وترجيح حصرها باستمرار "حرب الظل" او المعركة بين الحروب- وفق ما جاء على لسان المحاضر في سياسات الشرق الأوسط يائيف فولر- الذي تغافل عن كلفة هذه المعركة على "اسرائيل" من الآن وصاعدا، والضربات المتتالية "الغامضة" التي استهدفت منشآت "استراتيجية اسرائيليّة" مؤخرا تؤكد ذلك.. وبين ترجيح حصولها ربطا بالتأزّم الداخلي غير المسبوق الذي يعيشه الكيان في هذه المرحلة –" وهو ما يدفع اصحاب "الرؤوس الحامية" فيه الى محاولة الهروب الى الأمام"، سرت معلومات صحافية تناقلتها مواقع اخبارية تمّ نسبها الى "مصادر دبلوماسيّة"، افادت بإمكانيّة توجيه "ضربة كاسرة" ضدّ حزب الله في لبنان قد تكون "اسرائيل" إنتزعت "ضوءا اخضر اميركيّا" لتنفيذها عقب نقاشات سرّية حصلت بين الجانبَين، على ان يتمّ توقيتها قبل وضع اللمسات الأخيرة على توافقات مفاوضات فيينا النهائية-"وهو ما سينسف اوراق القوة التفاوضيّة من يد طهران"!
حتى لم تمّ التّسليم بجدّية هذه التسريبات.. فلحزب الله وحور المقاومة.. كلامٌ آخر! فعدا عن مفاجآت الحزب التي ستكون هذه المرّة خارج حسابات "اسرائيل"- وهذا ما يُقرّ به محلّلون وخبراء عسكريون "اسرائيليون"، وحتى اجهزة استخبارات اقليمية حليفة للكيان، وسط تحذير ضبّاط استخباريين اميركيين سابقين من قدرات صاروخية "خفيّة" تمتلكها فصائل المقاومة الفلسطينية -"التي باتت بانتظار شارة الصّفر لإظهارها فيما لو تجاوزت دوائر تل ابيب الخطوط الحمر إزاء مواجهة انتفاضة المقدسيّين.. ينقل مصدر في موقع "ريسبونسيبل ستيت كرافت"، عن رئيس الإستخبارات الأميركية السابق جيمس وولسي، تحذيره من مغبّة استخفاف "اسرائيل" بالرسالة الصاروخية السوريّة التي وصلت الى تخوم "ديمونا" خصوصا في توقيتها ومكانها"..
وإذ شدّد على ضرورة التنبّه من انّ رحى المعركة المرتقبة –اذا ما قرّرت اسرائيل اشعالها في مسعى للهروب الى الأمام من الأزمة الداخلية الخطيرة ومحاولة توحيد الرأي العام خلف نتنياهو..لن يقتصر على الجبهتَين الجنوبية والشماليّة لإسرائيل، "بل انها ستكون محاصرة "بحزام صاروخي" من كلّ الجبهات ربطا بقرار المحور المعادي لها"، حذّر في الوقت عينه من الإستهانة بقدرات حركة "انصار الله" الصاروخية، واغفال دخولها هي الاخرى في الهجوم على "اسرائيل"، معتبرا انّ الهدف الإستراتيجي الأوّلي لدى "النّسخة الجنوبية عن حزب الله في اليمن".. سيكون ايلات!
وهذا ما سبق ان ورد في تقرير نشره معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، حيث استعرض د. مايكل نايتس- المتخصّص بالشؤون العسكرية والأمنية للعراق وايران واليمن ودول الخليح، تطوّر القدرات الصاروخية للحركة لليمنية والتي تُثبتها عمليات دكّ المواقع الحيوية والعسكرية السعودية، متوقفا عند ازدياد المدى الصاروخي ل"بركان-2 إتش" (650 ميلا)، الى "بركان-3 (900 ميلا).. " وهذه نسبة مقلقة حيث لا تبعد مدينة ايلات "الإسرائيلية" اكثر من 1100 ميلا عن بعض منصّات الإطلاق التابعة لمقاتلي "انصار الله".. وهنا يسأل تايس:" هل زاد الحوثيّون نسبة ال 20 بالمئة المتبقية في مدى صواريخهم للوصول الى ايلات" ؟
بالمحصلة، ورغم اعلان الجيش "الإسرائيلي" بشكل فجائي "تعليق" مناورة " مركبات النار" لتركيز الإستعداد والجهوزية لسيناريو تصعيد-وفق ما ذكر الإعلام الإسرائيلي.. يبقى احتمال الإنزلاق الى حرب شاملة أمرُ محفوف بالمخاطر لدى دوائر القرار في الكيان "الإسرائيلي" وتعويلها على الوساطة المصرية-القطرية لتهدئة الأمور مع المقاومة الفلسطينية.. وسط تغيير مسار الرحلات الجوية المدنية في مطار بن غوريون واعلان فتح الملاجئ في المستعمرات ترقّبا "للتصعيد القادم".
في المقابل، ثمّة من دعا الى ضرورة التنبُّه خصوصا مع التحذير الذي وجهه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عشية انطلاق المناورة العسكرية "الإسرائيلية"، من مغبّة تنفيذ عدوان ضدّ لبنان، وهو ما فُهم منه تلقُّف الحزب معلومات عن عملية عسكرية غادرة قد يكون نتنياهو وصقور فريقه قد أنجزوا تفاصيلها!
وعليه، لربما جاءت الدعوة الى اجتماع سريع و"هام" في دمشق تزامنا مع انطلاق المناورة العسكرية "الإسرائيلية"، يضمّ ابرز القادة الميدانيين في محور المقاومة-وفق ما تداولته بعض المواقع الإخبارية اللبنانية، والتي تحدّثت عن تشكيل غرفة عمليات موحدة "استثنائية".. ثمّة من ادرج الحريق الضخم "الغامض" قرب احد اكبر مصانع الأسلحة في حيفا امس.. ب" اولى رسائلها التحذرية-وفق اشارة شخصيّة صحافية لبنانية لبنانية مخضرمة، اكتفت بالتلميح- استنادا الى مصدر وصفته ب"الهام" في دولة اقليمية حليفة، الى "حدث مدوّ" جهزّته فصائل المقاومة الفلسطينية "قريبا".