أشار ممثل حركة "الجهاد الإسلامي" في لبنان إحسان عطايا، الى أن "المعركة اليوم في فلسطين هي حول القدس والاعتداء على شعبها وأحيائها، في محاولة لتهويدها وتغيير هويتها"، لافتا الى أن "الشعب الفلسطيني إنتفض في وجه هذا المشروع كما أن المقاومة في غزة لن تسمح بالاستفراد بأي فلسطيني".
وفي حديث لـ"النشرة"، رأى عطايا أن الأحداث في الأيام الماضية أثبتت أن الفلسطينيين جسد واحد وهو متلاحم مع المقاومة، معتبرًا أن "الارباك الإسرائيلي بدا واضحا من خلال تحويل المعركة نحو قصف المدنيين في غزة، ولكن هذا الامر سيؤدي حتما الى فرض معادلة جديدة ولن يثني المقاومة عن تحقيق أهدافها"، كاشفا أن "الاتصالات من الجانب المصري مع المقاومة في غزّة لم تصل الى نتيجة لأنّ سقفنا مرتفع عن المراحل السابقة".
من جهة أخرى، لفت عطايا الى أنّ "أهمية دخول غزّة على خط المواجهة في القدس تكمن في تغيير مسار المواجهات المستقبليّة ومجريات الاحداث، فالعدوّ لن يستطيع بعد اليوم أن يستفرد بالشعب الفلسطيني في الداخل دون أن يتوقع ردّة فعل حازمة من غزة، فالتلاحم بين الجغرافيا الفلسطينيّة رغم تقطيع الاوصال يعزّز قوى المقاومة في مواجهة الاحتلال، ويجعل الصهاينة يعجزون أمامنا".
وشدّد عطايا على ضرورة الإستمرار بكل الخطوات التي تعزز الوحدة الفلسطينية، معتبرًا أن "من لم يؤمنوا بالمقاومة سابقا ويطالبون بالحلول عبر المفاوضات أصبحوا يغرّدون خارج السرب، وأرى أن لديهم الفرصة اليوم للعودة الى خيار المقاومة"، مبديًا أسفه لأن السلطة الفلسطينية لم تنخرط حتى في المقاومة الشعبية التي نادت بها وتم الاتفاق عليها في مؤتمر الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية قبل مدّة، وللأسف التنسيق الأمني مستمر وهنا يُطرح السؤال الكبير: إلى متى ستبقى السلطة بعيدة عن خيارات شعبها"؟.
وردًا على سؤال حول أفق المعركة، جزم عطايا بأن "المقاومة لا سقف لها، وعندما أعلنت سرايا القدس قصف تل أبيب يجب أن يفهم الجميع أننا لا نلعب ومستعدون لكل السيناريوهات، مع التذكير بأننا حتى الآن لا زلنا في موقع الدفاع"، مشيرا الى أنّ "المقاومة معنيّة بألا تصدأ صواريخها كما يحصل في مخازن بعض الجيوش العربيّة"، لافتا الى "اننا نعيش ارهاصات انتفاضة ثانية وغزة ظهيرة القدس، وأعتقد أن المقاومة الشاملة على كافة الاراضي الفلسطينية ستزلزل إسرائيل التي تعيش في تخبط غير مسبوق".
وبالنسبة للموقف العربي من الأحداث، اعتبر عطايا أن "كل المواقف الشاجبة والتي تدين العدوان الاسرائيلي تبقى في الاطار النظري، وبصراحة الشعب الفلسطيني سئم من الادانات واجتماعات مجلس الأمن الدولي، وهو يتطلع الى خطوات عملية تساند خياره بالمقاومة وتضغط على إسرائيل"، متسائلا: "ماذا فعلت الدولة المتضامنة مع فلسطين؟ هل طردت السفير الاسرائيلي لديها؟ هل أوقفت التبادل التجاري مع اسرائيل؟ هل أوقفت مسار التطبيع؟ هل سمحت لشعوبها بدعم فلسطين"؟.
وعن اتهام المقاومة في غزة بالتبعية لإيران وتنفيذ أجندتها، ذكّر عطايا بأن "إيران لم تتخلّ عن فلسطين منذ انتصار الثورة الاسلامية، وهي تقدم الدعم المطلق على مختلف المستويات ودفعت ثمن ذلك من خلال الحصار المفروض عليها، ولتتفضل الدول التي تنتقد الدعم الايراني ولتدعم فلسطين"، معتبرًا أن "الايرانين انتقلوا منذ زمن من مرحلة دعم القضية الفلسطينية الى تبنيها".
وفي الختام، شدد عطايا على أن "رهاننا دائما هو على الشعوب الحرّة، ونتطلع اليوم الى لقاء على مستوى قادة محور المقاومة لتحديد خياراتنا المستقبلية في حال تطورت الاحداث، فالفرصة سانحة اليوم للإنقضاض على الاحتلال الاسرائيلي وتغيير مجرى الاحداث، فاسرائيل اليوم أضعف من أي مرحلة سابقة، والمقاومة هي المخرج الوحيد من الحصار".