ناشد "الشاهد الملك"في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، زهير محمد الصدّيق، عبر "الأخبار" وذلك رداً على سؤال بشأن استخدامه من الاستخبارات السعودية أو المصرية ودفعه لاستهداف رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري في هذا التوقيت تحديداً، وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان التدخّل لإنصافه، وطالباً منه التحقيق بكيفية خروجه من السعودية.
وطالب بتشكيل لجنة تحقيق عربية لكشف حقيقة ما حصل في ملف الشهود الزور. أما بشأن السؤال المطروح عن كونه ينفّذ أوامر الاستخبارات المصرية، فعلّق بأنّه دخل الأراضي المصرية في عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، مدّعياً أنّه لم يلتق أي مسؤول بعدها.
وذكر أنّ وجوده في مصر كان تحت الإقامة الجبرية، حيث جرى تقييده إلى أن تمكن من الهرب قبل أسابيع. وذكر أنه كان معتقلاً مع أفراد أسرته في قرية حدودية تقع في أراضي السودان، علماً بأنّ مصادر قضائية كشفت عن ورود مراسلة من مصر تعرض على الدولة اللبنانية تسليمها الصدّيق، فأجاب لبنان بالموافقة، لكنّ المصريين لم يُعاودوا التواصل بهذا الشأن.
وذكر «الشاهد السابق» أنّه التقى رفعت الأسد في إسبانيا عام 2005، كاشفاً عن وجود معرفة سابقة به تعود إلى عام 1986. وادعى بأنّ شخصاً يُدعى الحارث الخيّر كان الوسيط بينهما قبل لقائه بالأسد. ونقل أنّ الأخير طلب منه أن يتعاون مع الجهة التي جنّدته في السعودية حرصاً على عائلته.
وعرض الصدّيق صوراً لأشخاص يقول إنهم متورطون باختطافه، كاشفاً أنّه لم يُسافر إلى الإمارات بملء إرادته. وذكر أنّ بين الخاطفين شخصاً لبنانياً يُدعى هاني ع. كان مكلّفاً حراسة مكان اعتقاله.
كذلك تحدث عن لقائه بكل من رئيس المحققين في لجنة التحقيق الدولية عام 2005، غيرهارد ليمان، والرئيس الأسبق لفرع المعلومات وسام الحسن وسعد الحريري، وهي الجلسة التي سُرّب تسجيلٌ منها عرضته قناة «الجديد»، كاشفاً أنّ المحقق الدولي كان يُريد منه النزول إلى لبنان. وذكر أنّهم كانوا يحاولون إقناعه بالادعاء بأنّه شاهد ضباطاً سوريين في شقة سكنية في معوّض، حيث جرى التخطيط للجريمة. وذكر أن وسام الحسن كان يطلب إليه أن يذكر أنه شاهد الضبّاط الأربعة (جميل السيد وعلي الحاج ومصطفى حمدان وريمون عازار) في مسرح الجريمة، وأنّه كان يزوّده بمعلومات عن سياراتهم بعدما طلبوا إليه تغيير إفادته.
ورداً على سؤال: "هل يُعقل أن يُفبرك سعد الحريري شاهد زور ليتّهم جهة ما بقتل والده؟"، قال الصدّيق إنّ الحريري لا يملك زمام أمره.
وكشف الصدّيق ما زعم أنّها معلومات وضعها برسم عائلة جبران تويني. فزعم الصدّيق أن العميد وسام الحسن طلب منه، نهاية عام 2005، الاتصال بأحد الصحافيين في جريدة "النهار" لنقل تحذير له. وروى أنّ الحسن زوّده برقم الصحافي في "النهار"، نبيل بو منصف، طالباً منه تحذير جبران تويني والطلب منه عدم العودة من باريس إلى لبنان كي لا تغتاله الاستخبارات السورية أو حزب الله.
وذكر الصدّيق أنّه اتصل بأبو منصف وأبلغه أنّ القرار باغتيال تويني قد صدر وأنّ الاستخبارات السورية أو حزب الله سيغتالون جبران! وأضاف "رغم الاتصال، سافر تويني إلى لبنان وتم اغتياله". وسأل "كيف عرف وسام الحسن بالتحضير لاغتيال تويني؟ ولماذا لم يُحذّره بنفسه أو يمنع اغتياله طالما أنه كان يعرف الجهة التي ستُنفّذ؟"، ملمّحاً إلى أنّ الحسن ربما كان يعلم الجهة الحقيقية التي نفّذت عملية الاغتيال.