لفت مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان خلال خطبة عيد الفطر في مسجد الأمين إلى أنه "نوجه الأنظار إلى نضال الاخوة في القدس من أجل الحرية والكرامة والعيش الآمن".
وتوجه إلى العرب والمسلمين، قائلا: "في الوقت الذي كان فيه الاخوة المقدسيون والفلسطينيون الآخرون يشهدون جميعا ليلة القدر كان هناك الشهود من جميع أنحاء العالمين العربي والاسلامي الذين يقفون مع حق الارض والوطن ومع حق الدين والصلاة في الاقصى. أيها العرب والمسلمون، ستبقى القدس عنوانا للوحدة العربية والاسلامية وستبقى فلسطين هي القضية المركزية، وما يجري اليوم في باحات المسجد الاقصى من قبل العدو الاسرائيلي هو انتهاك لحقوق الانسان وتعدّ على المقدسيين والفلسطينيين وعلى العرب والمسلمين والمسيحيين في العالم وهو ارهاب منظم لا يمكن السكوت عنه وندعو جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون ومجلس الأمن لاتخاذ اجراءات سريعة لردع هذا العدوان الغاشم وانصاف الشعب الفلسطيني".
لبنانيا، أشار إلى انه "نشهد اليوم على العاملين في الشأن السياسي العام الذين خذلوا مواطنيهم خذلانا شديدا حين انغمسوا في الفساد وحالوا دون تشكيل حكومة قادرة على إيقاف الانهيار واعادة الاعمار والذهاب إلى المجتمع الدولي من أجل المساعدة"، معتبرا ان "هؤلاء السياسيين مسؤولون ومدانون من طريق الانغماس في الفساد الذي صار وباءً أفظع من وباء كورونا، والطريق الثاني منع الخير ومنع عمل المؤسسات الدستورية والانحدار إلى مستويات دنيا من مخالفات الدستور وضرب القضاء واللجوء إلى اوهام الطائفية، كل هذه الاعمال السيئة لن ينساها لهم الشعب اللبناني الذي انكشفت أمامه نزاعات السياسيين الذي انهمكوا بالاعتناء بمصالحهم على حساب مصالح الناس ومصالح لبنان وسمعته بين دول العالم".
وذكر المفتي دريان ان "الرأي العام يتساءل معنا ايضا أين نتائج التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت واين هي حقوق المواطنين الذي استشهدوا وجرحوا ودمرت ممتلكاتهم وكل تأخير بهذا الملف هو نقطة سوداء ووصمة عار في مسيرة الوطن".
وأضاف "ما نشهده من أزمات تلو الازمات وآخرها تهديد المواطن بانقطاع ما تبقى من بعض ساعات التغذية، فهل سيبقى الصمت سائدا حتى يتحول لبنان إلى العتمة الشاملة؟"، معبرا عن خشيته من انفجار أو عنف اجتماعي يؤدي إلى ثورة جياع حينها لا ينفع الندم أبدا. وأضاف "علينا بعد السياسيين ان نتوجه بالعتب الشديد والاستنكار إلى الذين إئتمنهم الشعب اللبناني على أمواله وودائعه فخانوا الأمانة وانصرفوا إلى التربح وشاركوا في تدمير قطاع لبناني عريق شهد له اللبنانيون والعرب والعالم في زمن الأسلاف".
وتوجه إلى اللبنانيين بالقول: "أيها اللبنانيون المبادرات الداخلية والخارجية لتشكيل حكومة اختصاصيين غير حزبيين لم تثمر حتى الآن والسبب معروفا للقاصي والداني وهو الشخصانية والأنانية التي تعمي البصر والبصيرة فالعراقيل التي وضعت في وجه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ما زالت قائمة ويبدو أنها مستمرة بشكل ممنهج ولا يوقف الإنهيار والخراب الذي نعيشه إلا ولادة حكومة تعالج الفساد والاهتراء الذي لم يشهده لبنان على مدى عقود وعقود وتقوم بالاصلاحات المطلوبة وأي كلام آخر هو خداع للناس وللبنانيين". وأكد انه "علينا ان نعترف ونقول نحن نعيش أزمة فقدان الثقة والمؤمن لا ييأس ومن لا تحركه غيرته تجاه وطنه وشعبه فلا خير فيه مطلقا".
ورأى ان "حب الوطن ليس مجرد كلمات أو شعارات ترفع أو خطابات رنانة بل هو فعل إيمان والأنا تؤدي بنا إلى طريق غير مستقيم، المطلوب هو التعاون من أجل حب الوطن فعلى أبنائه ان يجتهدوا ويقفوا وقفة شجاعة ضد كل الاساليب التي تشكل سدا منيعا في وجه تشكيل الحكومة". وقال: "أعان الله الحريري على مهمته الشاقة وكان الله في عون رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الذي تحمل وتحمل ما لم يتحمله غيره في مثل هذه الظروف الصعبة".