أشار عضو تكتل "الجمهورية القوي" النائب بيار بو عاصي اثر لقائه على رأس وفد راعي أبرشية أنطلياس المارونية المطران أنطوان بو نجم الى أن "الزيارة تأتي في إطار التهنئة بسيامة بو نجم الأسقفية، متمنين له النجاح في مهمته الرسولية الجديدة لخدمة شعبه ووطنه"، وهنأ المطرانية والأبرشية ب "وجود شاب ديناميكي لديه خبرة واسعة في أمور عدة رغم صغر سنه". وقال: "لطالما شكلت الكنيسة عبر تاريخ شعبنا، الحاضنة له والسند في الصعاب، فكانت طليعية في الدفاع عن كرامة الانسان وسيادة الوطن، وهذا الصرح الروحي والوطني خير دليل على ذلك، إذ احتضن في زمننا المعاصر المقاومة السيادية السياسية التي سميت تيمنا به لقاء قرنة شهوان".
ولفت إلى أن "بو نجم انضم الى مجلس المطارنة الموارنة الذي يشكل مع البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي صوتا صارخا في برية أهل السلطة التي لم يهزها حتى انفجار المرفأ في 4 آب"، مذكرا بأن "نداء ايلول 2000 الذي ترافق مع التفاف شعبي ووطني، تجسد صداه بعد خمسة أعوام في انسحاب الجيش السوري". أضاف: "في الذكرى الثانية لوفاة المثلث الرحمة مار نصرالله بطرس صفير، نستذكر وصفه هذا الزمن بالبائس ونكرر معه أن صوت الحق يضيء عتمة الظلمة. فالتحديات كبيرة ولا سيما على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، والكنيسة منخرطة فيها والحل في شكل أساسي سياسي سيادي، لذا نتذكر من هذا الصرح نداء المطارنة ولقاء قرنة شهوان الذي حاول البعض في البداية خنق صوته، ولكن عندما تسلل صداه إلى قلوب الناس وأذهانهم صدح عاليا وحرر لبنان من احتلال دام لأكثر من 30 عاما، وأخرج الاحتلال السوري من لبنان".
وشدد على "أهمية أن نعتبر من تاريخنا، إذ عانى أجدادنا الظلم والاضطهاد والجوع في محطات عدة ونجحوا بتخطي ذلك متسلحين بالصبر والأمل والعمل". وقال: "صحيح أن المرحلة التي نعيشها صعبة، ولكن علينا توحيد الجهود للخروج منها والعبور الى لبنان الذي لطالما عملنا من أجله، لبنان دولة المؤسسات والقانون الساهرة على كرامة مواطنيها وحقوقهم. صحيح ان الاولوية لتعزيز الأمن الاجتماعي والصحي وتأمين استمرارية العمل التربوي، والكنيسة فاعلة على مختلف هذه الصعد وتجهد للتخفيف من معاناة الناس، ولكن الأصح انها تدرك جيدا ان الحل الناجع ينطلق من معالجة الواقع السياسي ومكان الخلل في بناء الدولة. من هنا كان طرح بكركي للحياد، ونحن نشاطرها الرأي، ان أي حل جدي هو اولا حل سياسي لأنه الأساس في تعبيد الطريق الى الحلول المالية والاقتصادية".
وأشار الى ان "التحدي السياسي هو على مستوى القيم السياسية والثوابت التي نستلهمها من كنيستنا التي لديها بشكل أساسي بعد روحي كبير ولكن لديها بعد وطني وإنساني لأن الكنيسة تضع الإنسان في قلب أي معادلة، فمن دون الاهتمام بحريته وكرامته وتطوره وازدهاره لا يمكن بناء الوطن".