لفت المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة عيد الفطر في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة إلى انه " نعيش في وطن تم نهبه، ليس من الطبقة السياسية فحسب، بل بشراكة عصابات مالية واقتصادية، وحيتان أسواق ومؤسسات، ومصالح وعقليات لم تبق ولم تذر، وهو لا يطال التاجر الكبير أو كارتيلات المال والأسواق فقط، بل يطال كل من يتلاعب بالأسعار، ويزيد من أزمة الناس والمجتمع، خاصة أولئك الذين تحوّلوا حطباً للعبة الدولار والأسعار، فهذا حرام وخيانة وإثم، ومن يفعل ذلك بعيدٌ من الله قريبٌ من النار".
ودعا في هذه اللحظات التاريخية لبلد مأزوم، "أن نكون يداً واحدة، وموقفاً واحداً، في مواجهة الظلم بشخص الظالم، وضد الفساد بشخص الفاسد، وضد من نهب البلد بشخص الناهب، فالاستحقاقات على الأبواب وبخاصة الانتخابية. فلذا ومن الموقع الديني واعتماداً على ما روي عن النبي(ص): من أحب ظالماً فهو ظالم، ومن أعان ظالماً فهو ظالم، ومن جيّر صوته لظالم فهو ظالم، ومن كانت تبعيته لظالم فهو ظالم، ومن سكت عن ظالم فهو ظالم، إلا ما يشترط الله من قول أو فعل أو سكوت".
ورأى ان "إبقاء البلد بلا حكومة يعني إنهاء البلد الذي بات بحاجة ماسّة إلى حكومة طوارئ، حكومة توقف هذا الانهيار المرعب، لأنه لا إنقاذ قبل الانتخابات النيابية، التي ستكون مفصلية هذه المرة، وسيختلط فيها الدولي بالإقليمي والمحلي بشكل لا سابق له، فالبلد إقليمياً ودولياً تحت الطاولة وليس فوقها، وحتى لو وضع فوقها لا تتوقعوا الكثير، لأن لبنان عقدة إقليمية دولية، تتقاطعه أكثر الملفات الحساسّة دولياً وإقليمياً".
وأضاف "إن المطلوب أمريكياً هو لبنان الضعيف لا لبنان القوي، لبنان المستسلم لا لبنان السيد، لبنان الممنوع من موارده لا لبنان المتمكّن من ثروته الغازية والنفطية، لأن ذلك يعطيه قوة الموقع والنفوذ، وقوة المواجهة، وقوة إفشال كل مشاريع الدمج والتوطين والتطبيع، وهذا ممنوع أمريكياً، وعلى قاعدة ما يخدم تل أبيب يخدم واشنطن في لبنان. ما يعني أن الأزمة طويلة، وعلينا أن نتكيّف مع وضعية لبنان الجديد، فلبنان القديم انتهى، والمطلوب العمل بهدوء وعقلانية على صيغة حكم سياسي، بعيداً عن الطائفية السياسية، لأن الطائفية السياسية سرطان هذا البلد، ويجب الخلاص منها لصالح دولة المواطنة، بعيداً عن الطوائف والأديان مع احترامنا الشديد للجميع".
وقال: "لا تراهنوا على سكوت الناس، لأنه جمر تحت الرماد. وأنصح السلطة بعدم اللعب برغيف الناس وحاجاتها الأساسية، لأنها آخر مصافي صبر الناس. والوضع الآن حبس أنفاس، وأي خطأ يتعلق بحاجات الناس لن يمر بسلام، فالأمن والسلم الأهلي وعدم الفوضى وحماية البلد يمر جبراً بحاجات الناس وتأمينها. ونصيحتي لا تحرقوا البلد بحرق أسعار النفط والغاز والدواء والغذاء، لأن أي حماقة في هذا المجال ستحرق البلد بما فيه".