رأى العلامة السيد علي فضل الله أن "لبنان يتجه نحو الكارثة التي سوف تنتج عن رفع الدعم عن الدواء والسلع الضرورية والغذاء والمحروقات وهو أن لم يعلن عنه رسميا لكن بدأت تشهد بذلك طوابير السيارات التي تقف لساعات أمام محطات البنزين لتعبئة المحروقات وقد لا تجدها أو في عدم توفر الكثير من أصناف الأدوية في الصيدليات ما دفع ذلك البعض منها إلى الاقفال أو في ارتفاع أسعار اللحوم بشكل غير مسبوق لعدم وجود المدعوم منه وصولاً إلى العتمة الحتمية التي يُبشّر بها الناس لعدم توفر الفيول لمعامل الكهرباء يضاف إلى ذلك كل ما يعانيه اللبنانيون على الصعيد المعيشي والحياتي".
ولفت في خطبة الجمعة إلى انه "في هذا الوقت لا يزال المسؤولون يشيعون أجواء من التفاؤل غير واقعية للتخفيف من وقع الكارثة التي تسببوا بها بالحديث عن بطاقة تمويلية لم يتوفر لها المال اللازم لتمويلها حتى الآن ولا يبدو انه سيتوفر أو بالحديث عن إعادة أموال المودعين الذي بدأ من أواخر الشهر الماضي فيما الكل يعرف ان وضع الخزينة ـوالمصارف لا يسمحان بإمكانية ذلك أو أن هناك حلولا على مستوى المنطقة ستنعكس على لبنان الذي يعرف فيه القاصي والداني ان لا حلول سريعة في هذا المجال وهي أن حصلت لن يكون لبنان ضمن أولوياتها.
ورغم كل هذه الصورة القاتمة عن واقع البلد وإنسانه لا يزال من يتصدرون المواقع السياسية على حالهم في إدارة الظهر لكل ما يجري ويتصرفون أمام كل هذه الأزمات التي تقض مضاجع اللبنانيين وتهدد لقمة عيشهم واستقرارهم على قاعدة ان البلد بألف خير فالحكومة المطلوب منهم تشكيلها بأسرع وقت لا تزال أسيرة التعطيل بفعل تضارب المصالح وسعي كل فريق للامساك بقرارها تحصينا لموقعه السياسي في هذا البلد أو داخل طائفته أو انتظارا للاتي فيما ليس بالوارد تفعيل حكومة تصريف الأعمال التي من مسؤوليتها أن تدير شؤون البلد إلى حين تأليف الحكومة وأن لا تبقيه في مرحلة الانتظار سوى من مسكنات".
ورأى انه أصبح واضحاً أن هذا البلد أصبح متروكاً لمصيره بعدما ملّ من في الداخل والخارج من القيام بأي مبادرة للحل ويأسوا ممن يديروه وما على اللبنانيين إلا أن يتدبروا أمرهم ويتعاونوا فيما بينهم ليقلعوا اشواكهم التي باتت تنهشهم على كل الصعد. إننا أمام كل ما يجري نحذر من هم في مواقع المسؤولية من البقاء على إدارة الظهر لما يعانيه اللبنانيون وان يتقوا سطوة هذا الشعب الذي لن يصفح عمن كانوا سبباً في ايصاله لما وصل إليه.