اعتبر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، وائل الحسنية، أن الخامس عشر من أيار 1948 ليس تاريخاً للنكبة وإعلان كيان الاغتصاب الصهيوني على أرض فلسطين وحسب، بل هو وصمة عار على أنظمة عربية بعينها تآمرت على فلسطبين في السر، كما تتآمر اليوم في العلن وتوقع بأحرف من ذل على صفقة القرن لتصفية المسألة الفلسطينية برمتها.
وأشار رئيس الحزب في بيان أصدره بمناسبة ذكرى اغتصاب فلسطين، إلى أن قضية فلسطين استمدت نبض الحياة، وترسخت كأعدل قضية في التاريخ، بفضل المقاومين وتضحياتهم، لا سيما الشهداء الذين قدموا الدماء الزكية كرمى لفلسطين، كل فلسطين، بقدسها وكل مدنها وقراها.
أضاف: فلسطين هي البوصلة، وقد شكلت على الدوام جامعا موحداً لمقاومة شعبنا والشعوب العربية، وهناك الآلاف من أحرار العالم العربي حملوا السلاح في ميادين الصراع وقاتلوا العدو الصهيوني، والملايين ملأوا الساحات وصدحت حناجرهم نصرة لفلسطين.
وأكد رئيس الحزب، أن المقاومة بكل أحزابها وقواها، هي وحدها تعرف الطريق الأقصر إلى فلسطين، وقد عبدته بالبطولة والتضحيات، راسمة الخط البياني للتحرير في العام 2000، وفي الأعوام 2006 و2008 و 2009، حتى بات تحرير فلسطين أقرب. غير أن تآمر بعض الأنظمة العربية على المقاومة ودعمها للإرهاب ضد سورية حاضنة المقاومةـ أطال من عمر كيان الاغتصاب ومنح قطعان المستوطنين العنصريين فرصاً إضافية لقتل شعبنا وتهويد أرضنا.
ورأى رئيس الحزب أن صمود سورية بمواجهة الحرب الإرهابية الكونية، ودحرها الإرهاب وإفشالها مشاريع رعاته، هي العوامل الأساسية التي أعادت تثبيت الخط البياني للتحرير وتحديد وجهته، فها هي صفقة القرن قد ترنحت وتهاوت بفعل رفض شعبنا لها ومقاومته للعدوان الصهيوني العنصري الاستيطاني، وبفعل الدماء التي تفتدي فلسطين، في القدس والأقصى والشيخ جراح وغزة والضفة وكل فلسطين.
أضاف: اليوم نؤكد بأن المقاومة وحاضنتها ومحورها، قد أمسكوا تماما بزمام الموقف والمبادرة، ولذلك فإن ذكرى اغتصاب فلسطين هذا العام، استحالت فرصة حقيقة لترسيخ معادلة مختلفة وقواعد اشتباك جديدة، وآليات صراع غير مسبوقة، نعم نؤكد وكلنا ثقة أننا في معركتنا المصيرية والوجودية ضد الاحتلال بتنا أقرب إلى النصر من أي وقت مضى، وأن فلسطين ستعود حكماً إلى عهدة أبنائها محررة.
ولفت رئيس الحزب إلى أن انتفاضة شعبنا في القدس عاصمة فلسطين شكلت شرارة المقاومة في كل فلسطيننا من بحرها إلى نهرها، واستنهضت كل أبناء أمتنا في لبنان والأردن والشام والعراق والكويت، فاجتاز الآلاف منهم الحدود الوهمية مع الأرض المحتلة غير آبهين بكل الإجراءات التي اتخذتها قوات الاحتلال، وإننا نحيي روح الشهيد محمد الطحان الذي بدمه أكد قومية المواجهة المصيرية.
واعتبر الحسنية أن قيام العدو الصهيوني بزج كل قواه العسكرية والأمنية واستدعائه الاحتياط هو محاولة للمحافظة على وجوده الإستعماري على أرض بلادنا، بعدما أدرك حقيقة ما تنطوي عليه انتفاضة أبناء شعبنا في كل المدن والقرى والشوارع الفلسطينية، في الضفة الغربية وغزة وأرضنا المحتلة عام 1948 من تأكيد بأنه يخوض حرب وجود ضد المحتل الغاصب بكل ما تحويه الكلمة من معنى.
أضاف: تحل ذكرى اغتصاب فلسطين هذا العام وشعبنا المقاوم يرسخ أكثر وأكثر صحة ودقة خياره الاستراتيجي بأن المقاومة بكل أشكالها هي الطريق الوحيد لتحرير فلسطين. فالمقاومة العسكرية تطور قدراتها يوما بعد يوم، وتراكم خبراتها معركة تلو المعركة، مشكلة مع محيطها وامتدادها الطبيعي في كل الأمة السورية كلا متماسكا يحصد الانتصار بعد الانتصار.
واكد الحسنية إن لبنان الذي أذل المحتل وأجبره على الانسحاب من معظم الأرض اللبنانية عام 2000، والشام التي دحرت الإرهاب عن السواد الأعظم من أراضيها، والأردن الذي استعاد الباقورة والغمر من الاحتلال ويخوض ضده معركة الغاز، كلها انتصارات تتالت وتخدم الهدف الأسمى بتحرير كل فلسطين التي لن تستعاد إلا بسواعد المقاومين المخلصين.
واعتبر الحسنية أن كيان الاغتصاب الصهيوني قام على أرضنا بالإرهاب والعدوان والإجرام وتحت مظلة الغطرسة الاستعمارية الغربية، أما نحن فلا نعترف لأية هيئة دولية بحق انتزاع شبر واحد من أرضنا ومنحه إلى أي كان. فمن أراد من أمم العالم أن يتنازل عن جزء من أرضه لصالح الاحتلال، فهذا شأنه. أما نحن فنسبقى كما أرادنا مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي الشهيد أنطون سعاده في حالة حرب من أجل فلسطين حتى تحريرها.