صحيح ان لا مستجدات حكومية في عطلة عيد الفطر وحتى المعايدات لم تكن على قدر ما هو متوقع بسبب سفر الرئيس المكلف سعد الحريري وانشغال الاقطاب الآخرين بما يجري في فلسطين وفتور الاتصالات بين القوى المعنية بتأليف الحكومة، ولكن الاهم هو تثبيت تكليف الحريري بعد اخذ ورد وسجالات اعلامية وطرح اسماء "قياماً وقعوداً".
وتؤكد معلومات لـ"الديار" ان لقاءً جمع منذ ثلاثة اسابيع كلاً من المعاون السياسي للامين عام الحزب الحاج حسين الخليل ومسؤول الارتباط والتنسيق وفيق صفا ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل وتناول الملف الحكومي برمته وكيفية الخروج من المأزق.
وطرح خلاله باسيل امكانية ان يكون هناك بدائل للحريري في حال استمرت المراوحة وتمسكه بشروطه ورفضه تسهيل التأليف فكان الرد ان هناك تمسكاً بالحريري من العديد من القوى السياسية وعلى رأسهم رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب السابق سليمان فرنجية والنائب السابق وليد جنبلاط وبالتالي لا يختلف حزب الله عن توجه الرئيس بري في التمسك بالحريري كأفضل خيار متوفر للتأليف.
وان بدل الحديث عن بديل للحريري الافضل الحديث عن كيفية اتفاق الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون وضرورة لقاء الحريري وباسيل لتنفيس الاحتقان السياسي بينهما وان تشكيل الحكومة مصلحة وطنية للجميع ومدخلاً لانقاذ البلد.
ويرى الحزب ايضاً ان الطائفة السنية لم تطرح بديلاً للحريري ولم تسم غيره او تعتمد مرشحاً غيره بالتالي لماذا الذهاب الى خطوة تنسف التأليف والتكليف بدل الذهاب الى التأليف نفسه؟
ورغم ان لا تطورات حكومية منذ ذلك الحين، يؤكد مطلعون على اجواء حزب الله لـ"الديار" ان لا مستجدات حكومية من ذلك الحين.
وسط توقع ان يكون هناك جولة جديدة من الاتصالات الداخلية التي يقودها الرئيس بري ومعاونه النائب علي حسن خليل لتهيئة الاجواء لاستئناف مبادرته وفق معادلة الـ24 وزيراَ وطي صفحة الحديث عن اعتذار الحريري او التفكير ببديل غير متوفر.
كما ان كل ما تم التداول به من اسماء ليس جدياً ولا يعول عليه وان كان البعض "يسن اسنانه" ليكون بديلاً للحريري رغم نفي البعض عدم ترشحهم!
وإذا كان ملف الحكومة جامداً، فهذا لا يعني عدم بقاء الاهتمام منصباً عليه للوصول الى حلول قبل نهاية ايار الجاري وانعدام اي فرصة لتأمين بدائل عن توقف الدعم وتعذر صرف المزيد من الاحتياط الالزامي في المصرف المركزي.
وهذا الهم بقي في الصدارة رغم سخونة ملف الحدود الجنوبية والاحداث في الايام الماضية دفعت وفق اوساط سياسية وحزبية في 8 آذار لـ"الديار" الى مروحة اتصالات لبنانية وفلسطينية وتنسيق سياسي وحزبي مع الجيش اللبناني، لضبط التظاهرات وحصرها بعيداً من الحدود.
وفي ظل مخاوف من توترات مع العدو الاسرائيلي وسقوط مزيد من الشهداء والجرحى، بعدما تبين ان العدو لن يوفر اي لبناني او فلسطيني يقترب من السياج ويحاول الدخول الى فلسطين.
وتكشف الاوساط ان معظم التظاهرات والتي كان حزب الله جزءً منها كانت مقررة ككل عام في 15 ايار وذكرى النكبة واكتسبت هذه التظاهرات التضامنية بعداً جديداً في ظل ما يجري في حي الشيخ جراح والاقصى وغزة.
وتشير الى ان التوجه الطبيعي هو لضبط هذه التظاهرات وبقائها في إطارها الصحيح، ولدعم الفصائل والشعب الفلسطيني وسط تأكيدات على تكامل محور المقاومة وجهوزيته لصد اي عدوان جديد او اي تفكير للعدو بتوسيع جبهاته رغم استبعاد هذا الخيار حالياً.