أعرب السيد علي فضل الله، عن "خشيته من أن البلد يسير نحو الموت البطيء"، داعياً إلى "التخلي عن أسلوب المناكفة السياسية وعدم انتظار استحقاقات المنطقة".
وحيا فضل الله "الشعب الفلسطيني وإرادته التي لن يستطيع العدو الصهيوني أن يهزمها". ولفت إلى أنه "بات من الواضح أن البلد يتجه نحو الأسوأ، في ظل نفاد ما تبقى من مخزون مالي هو في الأساس ودائع الناس ومدخراتهم التي يتم استخدامها في عملية تهدئة الساحة الشعبية وتسكين همومها في لعبة الموت البطيء، التي قد تكون أكثر خطورة من الموت السريع الحاسم".
كما أضاف، "للأسف، لا يزال من يتحكم بمصير هذا البلد يدير ظهره للناس وآلامهم، حتى هناك من يتعمد ذلك، والمشكلة لا يمكن ان تحل إلا إذا اقتنعت هذه الطبقة السياسية بأن أداءها وأسلوبها أوصل البلد إلى الإنهيار، وأن عليها أن تعمل على تغيير هذا الأمر لأننا نرى ان الناس أصبح لديها الوعي الكافي لما يجري، ومن هو المسؤول عن الحال التي وصلنا إليها واذا ما كان هناك من لا يزال يعمل على تخدير الناس بالكلام المعسول فإننا نقول لهم لم يعد أحد يثق بكم ولا بكلامكم".
وأكد أنه "آن الأوان للتخلي عن المناكفة الشخصية، ونكء الجراح يبن هذا وذاك، لأن الجميع خاسر في لعبة الوقت التي أخشى أن يسقط فيها ما تبقى من رصيد للدولة على جميع المستويات، وآن الأوان لكي يعي من هم في مواقع السلطة والنفوذ بأن الرهانات على التغيير من الخارج، وانتظار استحقاقات في المنطقة قد تقلب الأمور لمصلحة هذا أو ذاك هي رهانات خاسرة، لأننا عندما ننظر إلى المشهد الذي تتصاعد فيه الأمور في المنطقة نرى أن الملف اللبناني سيكون الأكثر إهمالاً أو الذي قد يوضع على الرف حتى انجلاء الأمور كاملة في المنطقة، وهذا لعب خطير بمصير البلد والناس ينبغي أن يتوقف وأن يبدأ المسؤولون بمد الجسور في ما بينهم وتقديم التنازلات المتبادلة عسى أن يتم تشكيل حكومة قد تفتح الباب للتخفيف عن الناس مصير الجوع والفوضى والدمار".
وتابع، "إننا ننظر إلى ما يجري في غزة وفلسطين المحتلة من أكثر من جانب، فقد استطاعت فصائل المقاومة أن تفاجئ العدو في تنامي قدراتها وإشعاره بأنه يخسر صورة القوة المتفوقة والرادعة التي بدأت تضعف وتتآكل داخل المجتمع الإسرائيلي، وشعور هذا المجتمع بالخوف الحقيقي على المصير على الرغم من وقوف القوى العالمية مع العدو وحرصها على ألا ينكسر أو أن يصاب بانتكاسة كبرى قد تحمل تداعيات استراتيجية".
وأكد أنه "على الرغم من التضحيات الكبيرة التي يدفعها الشعب الفلسطيني في أرواحه وفي حجره وبشره، إلا أننا نلاحظ أن العدو ربما شعر للمرة الأولى بأنه يمكن أن يتداعى من الداخل بعد امتداد المواجهات إلى عمق الكيان، وتنامي عنصر الخوف ليده الذي يمكن أن يكون عاملاً حاسماً في المعركة الحقيقية على الرغم من امتلاك العدو لإمكانيات لا تتوفر إلا للدول الكبرى".