اعتبر العلامة السيد علي فضل الله، ان "الشعب الفلسطيني استطاع بصموده وصبره أن يمنع العدو الصهيوني من أن يحقق الأهداف التي أرادها من عدوانه فلم يتمكن من أن يوقف إطلاق صواريخ المقاومة على مستوطناته ومدنه ولا الحد من مسيرات الاعتراض على احتلاله واذلاله واستطاع بذلك أن يرسم معادلة جديدة لا تراجع عنها وهي ان لا أمن ولا استقرار ولا مستقبل لهذا الكيان ان لم يحصل الشعب الفلسطيني على الأمن والاستقرار والحرية والأمل بالمستقبل لأبنائه، واننا لن نهوّن مما جرى على الشعب الفلسطيني من تداعيات هذا العدوان من مجازر ودمار وسقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى بما قد لا يتحمله شعب آخر".
ولفت فضل الله الى ان "العدو الصهيوني راهن أن تخضعوا تحت وطأة إرهابه ومجازره في الحجر والبشر حتى يخرج من المأزق الذي دخل فيه سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي لكنكم بصبركم وجهادكم صنعتم مستقبلكم ومستقبل الأمة وكل من يعاني من غطرسة هذا العدو، واننا نشد على أياديكم في البقاء على ما أنتم عليه من الثبات والصبر والتحدي والاعداد لأن هذا العدو لن يستكين لهزيمته وسيبقى يسعى جاهداً لإعادة الاعتبار لجيشه وثقة مجتمعه به عندما تحين الفرص له، وفي الوقت نفسه ندعو الشعوب العربية والإسلامية وكل الاحرار في العالم أن يقفوا الآن مع هذا الشعب بكل ما لديهم من وسائل كما وقفوا معه خلال العدوان لمساعدته على لملمة جراحاته وبناء ما تهدم".
وفي لبنان بيّن العلامة ان "الحكومة التي تشكل وسيلة الخلاص لما يعانيه البلد والشرط الوحيد لمساعدة لبنان ممن يريد مساعدته من الخارج لا تزال أسيرة المناكفات والصراعات وتبادل الاتهامات بين المعنيين بتأليفها أو بانتظار ما يأتي من الخارج فيما يستمر المشهد على حاله حيث من المؤكد أنه ليس هناك من أحد من المسؤولين بوارد التنازل للآخر، وإذا كان هناك من يسعى لتحريك المياه الراكدة من خلال مجلس النواب فإننا نرى أن هذه الخطوة لن تؤدي إلى شيء في ظل الانقسام الداخلي وليس هذا هو الطريق المناسب لتأليف الحكومة فالطريق لها واضح وهو التواصل المباشر والاستعداد لتقديم التنازلات لحساب وطن على الجميع العمل لكي لا يتداعى، واننا نعيد التأكيد على كل من هم في مواقع المسؤولية أن يتقوا الله في هذا البلد وإنسانه فلا يضيعونه بفسادهم أو بمصالحهم الخاصة، ولا بمواقفهم التي تهدد سلامة البلد الداخلي وعلاقته مع محيطه".