أشار السفير الفلسطيني في لبنان، أشرف دبور، إلى أنه "عندما وقف الرئيس الفلسطيني محود عباس وخلفه الشعب الفلسطيني والأحرار في هذا العالم بمواجهة مشروع التطبيع، والظروف التي وصلنا إليها، هذا المشروع كُسر، لكن لم يُنزع من عقول من أرادوا له أن يُنفّذ، لذلك نجد محاولات مستمرة لتنفيذه". وشدد على أن "هذا المشروع ينتهي عندما نحقق أمانينا بإنهاء الاحتلال واستعادة اراضينا كاملة".
ولفت دبور، خلال حديث تلفزيوني، إلى أنه "إذا قام العدو الصهيوني بتكرار التجربة والاعتداء على فلسطين، يمكن أن يتم خرق وقف إطلاق النار في أي لحظة، فنحن في صراع مع هذا العدو ولسنا في حالة وئام". وتابع، "نحن كفلسطينيين خضنا الكثير من المعارك مع العدو الإسرائيلي، وهو في كل معركة ظن أنه أنهك المقاومة الفلسطينية وأرهق الشعب، ولكننا كنا ننهض بعد كل مرحلة، وعدم قدرته على إنهاء الشعب الفلسطيني هذا فشل ذريع له".
كما أكد أن "المسيرة طويلة وهي معبدة الأشواك، ولهذا كل الشعب الفلسطيني على مختلف انتماءاته، سيستمر بوحدته وسينهي الإنقسام، وسيكون هناك وحدة وطنية كاملة"، موضحاً أنه "في موضوع إتهاء الانقسام، نحن نسعى لسواعد فلسطينية، وهذا لم يحدث في القضية الفلسطينية إلا في الفترة الأخيرة، وما هو غير طبيعي أن نستمر على ما نحن عليه".
وأضاف، "نحن الآن تحررنا من الماكينة الإعلامية التي كانت سائدة، والتي كانت تصوّر الشعب الفلسطيني على أنه الظالم لا المظلوم، ولكن بفضل التكنولوجيا الحالية، بات الجميع يدرك حقيقة الأمور، وهذا أفاد الشعب الفلسطيني كثيرا".
وفي المواقف الدولية، أكد دبور أن "هناك تغيرات ناتجة عن صمود الشعب الفلسطيني وتضحياته. نحن كنا نشاهد قتل الأطفال في المعركة، ولم نسمع شيئا عن ذلك من العالم، لأنهم لا يأبهون بالشعب الفلسطيني، ولكن صمود الأخير هو الذي دفعهم إلى المطالبة بوقف إطلاق النار، خوفا من تداعيات هذا الصمود على المنطقة".
وشدد على ان "سلوك إسرائيل لا يتغير إلا من خلال منطق الصمود والصبر والقوة، فهي تواصل ممارساتها الاستيطانية في حي الشيخ جراح واعتداءاتها بالقدس والضفة الغربية، ولكن ما تغير أن الشعب الفلسطيني موجود وحاضر ويقاوم ويجاهد بكافة أشكال النضال، ولا يمكن لأحد أن يقول أن هذا الشعب أو هذه القضية انتهت، وهذا كان هدف مشروع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب".
وأضاف، "اليوم بعد ان كان الشعب الفلسطيني في آخر سلم أولويات المجتمع الدولي ككل، أعدنا نفسنا إلى المربع الأول، وهذا لم يحدث بفضل "منيّة" أو تعاطف من أحد، بل بفضل شعبنا البطل الذي قدم ووقف وصمد". ووجه تحية إلى شعب لبنان ومسؤوليه وأحزابه، "الذين كان لهم وقفة تميزت عن الجميع منذ بداية هذا العدوان. ونحن رأينا أن التباينات اللبنانية يتم وضعها جانبا عندما يتعلق الأمر بفلسطين، والشعب اللبناني كله يتوحد من أجل قضية القدس".