قبل ثلاثة أشهر من الذكرى السنوية الأولى لإنفجار الرابع من آب، بدأ أهالي شهداء وضحايا اليوم المشؤوم بالتحضير لإحياء المناسبة، على قاعدة لن ننسى، وممنوع على أي مسؤول أو قاضٍ أن ينسى أو يتناسى ما حصل من قتل وتدمير للعاصمة وتشريد أهلها.
قبل ثلاثة أشهر، بدأ الأهالي بوضع إقتراحات لشكل التحرك الذي سيشهده محيط مرفأ بيروت في الرابع من آب المقبل. الإقتراح الأكثر تداولاً فيما بينهم هو تنظيم سلسلة تحركات تنطلق ظهر الرابع من آب على شكل مسيرات تنتهي بتجمعات على المدخل الشرقي للمرفأ، وبصلاة أو قداس يقام عند السادسة مساء بالتزامن مع لحظة حصول الإنفجار، على أن يشارك فيه الى جانب الأهالي، رجال دين من كافة الطوائف. وفي هذا السياق، تكشف المعلومات أن الأهالي ينسقون مع بكركي وهم ينتظرون من المعاون البطريركي الذي ينسق معهم تحديد موعد لهم في الأيام القليلة المقبلة مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، وذلك للتباحث معه بأفكار التحركات المحتملة ليوم الرابع من آب، وبفكرة القداس وبإحتمال أن يترأسه البطريرك الراعي شخصياً أم من ينتدبه.
في موازاة ذلك، علمت "النشرة" من مصادر متابعة لملف المرفأ أن وفداً من أهالي شهداء فوج إطفاء بيروت، سيزور المحقق العدلي القاضي طارق البيطار عند الخامسة من بعد ظهر الإثنين المقبل. زيارة بجدول أعمال حافل ومن المفترض أن يطرح وفد الأهالي خلالها على القاضي البيطار سلسلةً من الأسئلة، أولها عن التوقيفات الجديدة التي يمكن أن يقدم القاضي على إتخاذ قرارات بها والتي سبق للأهالي أن سمعوا عنها كلاماً منه شخصيًّا خلال زيارة سابقة. وهنا يطرح السؤال، من ستشمل ههذ التوقيفات في حال حصلت؟ هل المقصود منها الأسماء التي سبق للأهالي أن سلموها للمحقق العدلي مطالبين إياه بتوقيف أصحابها وهم من كبار الموظفين في المرفأ والجمارك؟.
المسألة الثانية التي من المتوقع أن يناقشها وفد الأهالي مع القاضي البيطار، هي النتيجة التي توصل اليها بعد إنهائه التحقيقات المتعلقة بمسألة تلحيم باب العنبر رقم 12، وإذا كانت اعمال التلحيم هذه السبب الرئيسي لحصول الحريق ومن بعده الإنفجار أم لا؟!. أما المسألة الثالثة والتي تهم الأهالي أكثر من أي أمر آخر، فهي الإستنابات القضائية التي سبق أن سطرها القاضي البيطار لـ13 دولة تملك أقماراً إصطناعية فوق لبنان، والتي طلب فيها منها التعاون معه عبر تزويده بصور هذه الأقمار إذا توفرت، لمعرفة السبب الحقيقي للإنفجار، وإذا كان قد حصل بسبب التلحيم أم نتيجة عمل أمني مفتعل بصاروخ أو بقنبلة تم تفجيرها عن بعد، ومن هي الدول التي تجاوبت مع هذه الإستنابات إذا كان هناك من تجاوب قد حصل.