أكّد عضو تكتل "لبنان القوي" النائب حكمت ديب أن "رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى مجلس النواب، أعادت فتح موضوع تأليف الحكومة بشكل كبير، حيث تمّ عرض كل المعطيات أمام النواب والرأي العام، وجرى استعراض كافة المحطّات التي سلكها ملف التشكيل"، معتبرًا أن "بعض التفاصيل التي كانت تُحكى فيها الكثير من الكذب والتضليل، ولِذا كان من الضروري توضيح المغالطات التي جرى تسويقها طيلة الفترة الماضية".
وفي حديث لـ"النشرة"، اعتبر ديب أن "كلمة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل خلال الجلسة، كشفت الحقائق حول الاتصالات واللقاءات التي حصلت، مرورًا بزيارة رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري إلى الفاتيكان ولقاءاته بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وتمّ تكذيب الافتراءات التي قيلت خلافًا للحقيقة".
ورأى ديب أنّه "في مقابل كلمة باسيل الايجابيّة شهدنا وسمعنا كلامًا مسيئًا من الحريري ينمّ عن حقد في نفسه، وهو بذلك أكّد أن إرادته لا تتلاقى مع مصلحة البلد وحاجات المواطنين، فلبنان بحاجة إلى حكومة في أسرع وقت ممكن، بينما حاول رئيس الحكومة المكلّف عبر كلامه التضليلي استعطاف النواب والرأي العام، بحديثه عن اختيار أشخاص اختصاصيين في الوزارات".
ولفت ديب إلى أن "الحريري بوطنيته الزائفة لن يتمكن من الضحك على أحد والأمور باتت واضحة للجميع، والتشكيلة التي عرضها سابقًا واضحة بالأسماء"، معتبرًا أنّ "من يقارن كلمته بكلمة باسيل لا يجد صعوبة في التمييز بين من يريد مصلحة لبنان ويحرص على الدولة، ومن يعرقل التشكيل، بسبب مشاكل خارجيّة عبّر عنها أكثر من فريق في الداخل".
وبيّن ديب أنه "في الخلاصة أكّدنا بوضوح أنّنا لا نريد سحب التكليف وهذه ليست إرادتنا، ولكن في الوقت عينه على الحريري أن يؤلّف الحكومة في أسرع وقت فالبلد لم يعد يحتمل، ونحن كفريق سياسي لا نريد المشاركة ومستعدون لتقديم المساعدة المطلوبة، وجاهزون لمنحها الثقة إذا كانت ستقوم بالإصلاحات الواجبة وتلتزم بالبرنامج المطلوب من لبنان".
وردًا على سؤال حول الموقف الأخير للبطريرك الراعي لجهة مطالبته الحريري بتقديم تشكيلة مستحدثة للحكومة، اعتبر ديب أن "موقف الراعي في عظة الأحد هو إنعكاس لعدّة أمور، فقد بات معلومًا لدى الصرح البطريركي أين تكمن عقبات التشكيل، وتكوّنت لديه صورة واضحة عن حقيقة الأمور".
وحول ما يُحكى عن أن باسيل أبلغ رئيس المجلس النيابي نبيه بري خلال لقائهما في كواليس الجلسة أنه يمكن أن تكون له مساهمة أساسية في معالجة المأزق الحكومي، أكّد ديب أن "موقفنا مُعلن في هذا الشأن، ونشجّع أي مبادرة للحل".
وعن التلويح بامكانية اللجوء إلى خيار الاستقالة من المجلس النيابي، رأى أنه "إذا كان رئيس الحكومة المكلّف سيستمر في وضع ورقة التكليف في جيبه دون القيام بالمهمة المطلوبة منه، ورفض الإعتذار، قد نصل إلى هذا الخيار على مبدأ أن آخر الدواء الكيّ، ولكن الآن بعد أن فتحت رسالة الرئيس عون كوّة في جدار المراوحة نأمل أن تتحرك عجلة التأليف ونصل إلى تشكيل الحكومة بعيدًا عن الخلافات السياسية".