مواقف رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط الاخيرة، وفي إطلالته المتلفزة الخميس الماضي، استرعت الانتباه لجهة اعلانه الصريح والواضح، ان السعودية لا تريد الرئيس المكلف سعد الحريري رئيساً للحكومة.
وهذه المواقف ورغم انها مشفوعة بأخرى تحث على التسوية وتحميله مسؤولية عدم التشكيل مناصفة بين رئيس الجمهورية ميشال عون والحريري، تؤكد اوساط قيادية في "الاشتراكي" لـ"الديار" ان الناس لم ينتبهوا لها بل توقفوا فقط عند مسألة عدم رغبة السعودية بالحريري واعتبروا انها رسالة من السعودية الى الحريري ولكن الامر ليس كذلك.
وتشير الاوساط الى ان جنبلاط كان يتحدث بشفافية وبصوت الناس، ومن دون قفازات وتكلم عن واقع موجود والجميع يعرفه.
وتكشف ان بعد المقابلة وقبل جلسة مناقشة رسالة الرئيس عون الى مجلس النواب، جرى اتصال من الحريري بجنبلاط بحضور معاون الرئيس نبيه بري، النائب علي حسن خليل والذي كان يزور الحريري حين تم الاتصال.
وخلاله استفسر الحريري من جنبلاط عن مواقفه، واسباب التطرق الى عدم الرغبة السعودية فيه.
وأكد جنبلاط للحريري وفق الاوساط، انه لم يقل له ان يعتذر، وأكد له انه يؤيده لتشكيل الحكومة وانه مع التسوية والتفاهم مع ميشال عون. وهو اولاً واخيراً من سيوقع مرسوم تشكيل الحكومة ولا يمكن تشكيل الحكومة من دونه.
وتكشف الاوساط، ان جنبلاط ايضاً كان جزءاً من المخرج، الذي اجترحه رئيس مجلس النواب نبيه بري للرسالة الرئاسية، والذي حرك موفده علي حسن خليل بين مختلف المقار للتهدئة.
وتشير الى ان جنبلاط نصح الحريري بالذهاب كل يوم الى بعبدا، وان يحمل الى الرئيس عون كل يوم تشكيلة جديدة حتى نصل الى الخواتيم السعيدة.
وتقول ان المخارج الحكومية واضحة، ولا سيما ان النائب جبران باسيل اكد انه لم يتراجع وعون عن صيغة الـ24 وزيراً اختصاصياً ومن دون ثلث معطل منذ ايام في مجلس النواب،
كما ابلغ عون هذا الامر الى من يعنيهم الامر.وبالتالي المدخل مفتوح لايجاد صيغة حكومية مع بقاء معضلة مرجعية التسمية للوزراء المسيحيين، والخلاف يكمن في شكل وهوية هذه المرجعية.
في المقابل تؤكد الاوساط ، ان جنبلاط الموجود حالياً في باريس في جو استمرار المساعي الفرنسية، حيث كشفت السفيرة الفرنسية آن غريو له خلال زيارته منذ 10 ايام تقريباً في كليمنصو، ان الجهود الفرنسية منصبة على ايجاد مخارج حكومية، وان باريس تبحث عن شكل هذه المخارج المتبقية لحل المعضلة الحكومية.
وتشير الاوساط الى ان الجانب الفرنسي لم يكشف تفاصيلاً عن هذه المخارج، كما لم يتضح ارتباط مساعي الرئيس بري بالمساعي الفرنسية، وما مدى هذا الارتباط. ولكن يمكن القول ان الامور الحكومية وبعد "قطوع" الرسالة النيابية جامد وليس مغلقاً بالكامل. وهناك امل بفتح كوة في الجدار.
كما تكشف الاوساط، ان هناك مساع لاعادة جمع الرئيسين عون والحريري، رغم تأكيد اكثر من طرف ولا سيما الرئيس بري، ان الازمة الحكومية داخلية والاصعب من ذلك انها اصبحت عقدة وقضية شخصية بين عون والحريري!