أشار قائد حركة "حماس" في غزة، يحيى السنوار، إلى أن "أبناء "كتائب القسام" و"سرايا القدس"، يواصلون مشوار المقاومة حتى التحرير والعودة"، لافتاً إلى أنه "أصبح لدى المقاومة إمكانية إطلاق مئات الصواريخ في الدقيقة الواحدة بمدى 100 كلم و 200 كلم".
ولفت السنوار إلى أن "قائد المقادمة قال لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، "سنجعلك تلعن اليوم الذي ولدتك فيه أمك"، وقد جاءت هذه اللحظة". وتابع، "رئيس المكتب السياسي لحركة حماس" اسماعيل هنية أنذر وقال: "كفى لعبا بالنار، ولبى الضيف النداء، لكن الاحتلال ارتكب حماقة بمحاولة إخلاء الأقصى من المسلمين، فما كان لنا إلا أن نقول كلمتنا بالحديد والنار".
كما أفاد بأنهم ضربوا "القدس أولا، ليعلم قادة الاحتلال أن للأقصى رجالا يحمونه، وأننا مستعدون أن نضحي بالغالي والنفيس من أجل الأقصى والقدس والشيخ جراح". وأضاف، "أردنا أن نرسل رسالة للاحتلال أنه كفى لعبا بالنار. ونتانياهو ووزير الدفاع بيني غانتس لم تصلهم الرسالة، وأرادوها معركة طويلة، فرأوا ما لم يكونوا يتوقعون بانتفاضة شعبنا في كل فلسطين".
وشدد السنوار على أنه "ليعلم الاحتلال أن ما حدث كان مجرد مناورة لما يمكن أن يكون، إذا حاول اللعب بالنار في المسجد الأقصى"، معتبراً أن "الاحتلال انغرّ بالهرولة إلى التطبيع العام المنصرم، فظنوا أنهم يستطيعون أن يفعلوا ما يشاؤون. وهو لم يعلم أن تطبيعه كان مع الحكام، وفئة قليلة، لكن هذه الأمة قلبها ينبض بحب القدس والأقصى".
وأكد أنه "إذا تم المساس بالمسجد الأقصى، ستنتفض مقاومة غزة بكل ما أوتيت من قوة، وسيهاجم شعبنا كل مستوطنات الضفة مرة واحدة، وسينتفض أهلنا في الداخل المحتل، وستنطلق مقاومة المنطقة لتدك بأكثر ما لديها من قوة". وشدد على أن "الاحتلال ارتكب فشلا استخباراتيا كبيرا. وهو خطط لسنوات لعملية يغتال خلالها الصف الأول لـ "حماس" بضربة واحدة، لكنهم فشلوا في ذلك".
بموازاة ذلك، قال السنوار إن "استخباراتنا كانت مطلعة على خطط العدو، ولم تنطل عليهم خدعة الهجوم البري. فالاحتلال لم ينل من مقاتل واحد في هذه الخدعة، التي شاركت فيها 160 طائرة". وأفاد بأن "الضرر الذي لحق في شبكة الأنفاق لم يصل إلى 5%، وسيتم معالجته خلال أيام معدودة"، موضحاً أن "ورش التصنيع، ومخازن الأسلحة، وغرف إدارة العمليات، تعمل بكفاءة تزيد على 95%".
وأوضخ أن "كتائب القسام" كانت تخطط لإنهاء المعركة برشقة صاروخية من 300 قذيفة، نصفها على تل أبيب، لكن إكراما لإخواننا في مصر وقطر والوسطاء قررنا إيقاف هذه الضربة". ولفت إلى أن "الاحتلال فشل في استهداف المقاومة ومقدراتها، ولم ينجح سوى في استهداف المدنيين، والبنى التحتية، والمنازل".
وأشار إلى أنهم نجحوا "في وضع القضية الفلسطينية من جديد على طاولة العالم، ولا يمكن تجاوز هذه القضية". وأضاف، "بعد أن فرضت المقاومة حظراً للتجوال على تل أبيب، وبأمر من القائد العام، سمحنا لسكان تل أبيب أن يخرجوا للتسوق في ساعات محدودة". وشدد على أن "ما بعد أيار 2021، ليس كما قبله".
وفي السياق، أكد أن "المطلوب من أهلنا في القدس أن يبقوا على أهبة الاستعداد ليدافعوا عن المسجد الأقصى والشيخ جراح"، مطمئناً إياهم بأن "وراءهم شعبا أصيلا لن يتخلى عنهم، ومقاومة لن تخذلهم".
ودعا "أهلنا في الضفة الغربية، للتصدي لعربدة المستوطنين، ومصادرة الأراضي. نحن نثق بأن أبناء شعبنا سيقومون بواجبهم في الدفاع عن حقوقهم، ونصرة القدس والأقصى". كما دعا "اهلنا في الشتات أن يبقوا مستعدين للزحف نحو فلسطين"، متعهداً بـ "الإفراج عن الأسرى ليكونوا على موعد مع التحرير".
وشدد على أنه "لن ينقضي هذا العام بإذن الله، إلا وقد تحققت انفراجة كبيرة في الحياة الاقتصادية والإنسانية في قطاع غزة. كما أنه لن ينقضي والمشاكل الناجمة عن الحصار مستمرة، وسنحرق الأخضر واليابس حتى نحسن من حياة شعبنا".
ولفت إلى أنهم سيفتحون "المجال للجميع في إنعاش الاقتصاد في غزة، ولن نطلب قرشا واحدا لـ "حماس" أو "القسام"، الذين لديهم مصادرهم المالية التي تغنيهم عن أموال المساعدات المقدمة لشعبنا"، متوجهاً في هذا الإطار بالشكر لـ "الجمهورية الإسلامية في إيران، الذين لم يبخلوا عنا بالمال والسلاح والخبرات".
كما شكر "عظماء أبناء شعبنا وأمتنا الذين يتبرعون للمقاومة ويجاهدون بأموالهم"، مشيراً إلى أن "فصائل المقاومة ليست في حاجة لأموال الإعمار، وجاهزون لتسهيل عملية إنعاش اقتصاد غزة". ولفت إلى أنه "إذا انسحب الاحتلال من الضفة الغربية، والقدس وفُككت المستوطنات وعاد اللاجئون، وأقمنا دولتنا على جزء من أرضنا، ستكون الفرصة متاحة لتوقيع هدنة طويلة الأمد".
ولفت إلى أن "الرشقات والطائرة التي أُرسلت خلال المعركة كانت بتنسيق كامل بين المقاومة في لبنان وغزة"، مشيراً إلى أنه شاهد "كلام الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله، وكنت على اهتمام بكلامه بأن أي مساس بالقدس سيؤدي إلى حرب إقليمية".