الملف الحكومي "على النار"، وسط مواكبة داخلية وخارجية (فرنسية تحديداً) لمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري.
ولعل الابرز في تزخيم مبادرة بري، هو التنسيق المسبق مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حيث جرى تشاور بين بري ونصرالله فيها، قبل إطلالة نصرالله، والتي اكد فيها وجود مبادرة حكومية لبري، وان حزب الله مستعد للتعاون وبذل جهود جديدة واضافية ومواكبة لحراك بري، كما تكشف اوساط واسعة الاطلاع في "الثنائي الشيعي" لـ"الديار".
وتؤكد الاوساط ان بعد إطلالة نصرالله، زخم حزب الله حراكه، واجرى المعاون السياسي للسيد نصرالله الحاج حسين الخليل اتصالات شملت كل من الرؤساء ميشال عون وبري وسعد الحريري والنائب جبران باسيل. وتناولت الملف الحكومي والمخارج المطروحة لدفع التشكيل قدماً.
بدوره اجرى بري سلسلة اتصالات ، شملت الحريري وباسيل وكانت محصلتها ايجابية ليخرج معاونو وفريق الحريري بتصاريح ايجابية وسط تخفيف واضح للهجة التصعيد، او الكلام غير المألوف الذي تناول عون والحريري وباسيل بعضهم البعض بالـ"شخصي" قبل "السياسي"!
وتشير الاوساط الى ان المتوقع خلال يومين او ثلاثة، وفور عودة الحريري من الخارج ان يزور عون في بعبدا، حاملاً اليه تشكيلة جديدة ومعدلة، وستكون ثمرة لقاءات واتصالات جرت وتجري للتفاهم على ارضية حكومية مشتركة.
وتؤكد ان الاتصالات اثمرت في تثبيت صيغة الـ24 وزيراً ومن اختصاصيين ومن مجموعة اسماء غير "استفزازية"، لا لعون ولا للحريري، على ان يكون لكل حقيبة 5 اسماء بالحد الادنى ومن شخصيات مشهود لها في مجالها.
وتقول ان بعد تثبيت عدم حصول اي مكون على ثلث معطل لفريق واحد بعينه، انتقل البحث الى عقدتي "الداخلية" و"العدل"، حيث يصر عون عليهما، بينما ينص المخرج على اسماء معينة وقد تم الاتفاق على اسم وزير الداخلية من حصة عون، وسط تكتم عليه منعاً لحرقه بينما سيحتفط عون بالعدل والدفاع.
اما الوزيران المسيحيان فسيكونان من المستقلين او وزيرين "ملكيين" وسطيين، بين عون والحريري وسيكون للبطريرك الماروني بشارة الراعي رأي فيهما، ولكون جهد الراعي مطلوب واساسي، ولا سيما انه مواكب للملف الحكومي واطلق اكثر من وساطة خلال السبعة اشهر المنصرمة.
وتكشف الاوساط ان اذا استمرت الاجواء الحكومية الداخلية كما هي اليوم، ووسط تفاؤل بمناخ ايجابي خارجي واقليمي ودولي وامكانية الوصول الى اتفاق اطار في الملف النووي وعودة اميركا الى الاتفاق خلال الاسبوعين المقبلين، وفي ظل تقارب جدي بين السعودية وسوريا والذي تمثل بلقاءات اجراها وزير السياحة السوري في الرياض ومعه شخصية امنية رفيعة المستوى، وهذا كله سينعكس ايجاباً على لبنان على ان يكون الاسبوع المقبل هو ترجمة لبشائر الايجابية، وان تكون الحكومة الجديدة على طريق الانجاز خلال اسبوعين.