أكد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب هاني قبيسي أن "لبنان محاصر ومعاقب نتيجة مواقفه الوطنية وعدم ذهابه الى التطبيع والإعتراف بالعدو الإسرائيلي، ونتيجة تمسكه بقضية فلسطين التي كتبت بدماء شهدائها نصرا جديدا في غزة"، مشيراً إلى أن "هذا الواقع جعله يعاني من قرارات دولية مجحفة، شكلت حصارا أساسيا على واقعنا الإجتماعي والسياسي، بالإضافة الى تهديدات اسرائيلية وانتهاكات للسيادة اللبنانية، عدا كل المشاكل السياسية الحاصلة"، لافتاً الى أن "في لبنان لا أحد يتحاور مع أحد".
كلام قبيسي جاء خلال اللقاء العام للمختارين في إقليم جبل عامل (أقضية صور وبنت جبيل ومرجعيون) الذي نظمه مكتب الشؤون البلدية والاختيارية لحركة "أمل" في إقليم جبل عامل، حيث اعتبر أن "لبنان عالق بين فكي كماشة الطائفية السياسية، كل يريد حصته وموقعا إضافيا ليحقق نصرا على زميله في الوطن"، مضيفا: "ليس بهذه الطريقة تبنى الأوطان، وليس هكذا يكون هناك معارضة وموالاة، فعند الخطر الحقيقي يجب أن تتفق المعارضة والموالاة من أجل مصلحة الوطن".
ورأى "ان مشكلة المواطن اللبناني أصبحت كبيرة جدا، فهو بحاجة الى ساعات من الوقت للبحث عن لقمة عيش كريمة ودواء وبنزين وعلاج لوباء كورونا، كل هذه المشاكل تحصل ولم ينتبه أحد من الساسة أن هذا الفراغ القاتل على مستوى الحكومة وتشكيلها، يعرض البلد للخطر ويفتح المجال لتدخل أجنبي حقيقي، فالمواطن يمر بضائقة مالية خانقة، والطلاب في الخارج لا يجدون قوت يومهم، والأهل في لبنان غير قادرين على تحويل الأموال لهم، وواقع لبنان الإقتصادي أسير بعض السياسات التي انتهجتها المصارف والبنك المركزي وكل هذه المجموعة التي أنهكت لبنان بلا موقف سياسي صادق ينطلق من كل هذه المشاكل ليجد حلا".
وأكد قبيسي أن "الوحيد الذي يدعو الى مبادرات حقيقة في هذا البلد ويسعى للتواصل، إضافة الى بعض الرؤساء الاجانب، هو رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي يستشعر الخطر ويقول إن لبنان أصبح في واقع صعب جدا، وإذا لم نخرج من هذه الأزمات فإن البلد سينهار، ولكن البعض لا يريد سماع هذه المبادرات، والآخر يعتبر أن وزارة من حقه هي أهم من مصير المواطن والوطن، وعليه أن ينتصر على خصمه، سواء في تشكيل الحكومة أو غيرها، ولكن أنتم تدمرون الوطن، وسيأتي اليوم الذي ستحاسبون فيه، فالإستمرار بهذا التعنت سيسقط السقف على الجميع، فالجميع خاسر وسيدفع الثمن من أوصل البلاد إلى هنا".
ورأى أن "هناك فريقين يختلفان على الساحة اللبنانية ويأسران الوطن ويضعان حول عنقه حبل المشنقة، ويخشى في الأيام المقبلة أن تصدر قراراتهم بإعدام لبنان، لأن الواقع السياسي لا يمكن أن يحتمل أكثر من ذلك"، قائلا: "لا يوجد طائفة في لبنان تتمكن من حماية نفسها ولا حزب ولا مذهب قادرين على ذلك، بل دولة العدالة والمساواة هي التي تحمي الجميع إذا أردنا إنقاذ لبنان، وستنتصرون في الداخل كما انتصرتم على العدو الصهيوني، ونتخلص من المحاصصة وننتقل الى دولة مدنية، تعتمد فيها الكفاءة ونحارب الفساد ونصل الى دولة حقيقية شفافة تراعي مصلحة المواطن عبر التخلص من الطائفية التي تحمي الفاسدين".
وأوضح أنه "على صعيد الواقع السياسي، يسعى بري بمبادرة جديدة هي الرابعة من أجل تشكيل حكومة، نأمل ألا تحمل الأيام المقبلة مناخا قاتما، فإذا تمكنا من تشكيل حكومة عندها يمكن أن يتوقف هذا التدهور، وإن كانت لغة الحوار التي كرسها الرئيس بري هي سياسة حماية للوطن فالأولى بالقيمين أن يبادروا الى لغة حوار ويخاطبوا بعضهم البعض من أجل تشكيل حكومة وتحقيق مصلحة لبنان".