من المتوقع، ان يعود تفعيل العمل الفلسطيني المشترك في لبنان الى واجهة الاهتمام السياسي، بعد الانتهاء من مهرجانات الفرح التي عمّت المخيمات والمدن اللبنانية بانتصار غزّة على العدوان الاسرائيلي وصمود المقدسيين امام محاولات تدنيس المسجد الاقصى واخلاء حي "الشيخ جراح" ومنع تهويدها.
وأكدت مصادر فلسطينية لـ"النشرة"، ان قضية تفعيل "هيئة العمل المشترك" التي تعتبر المرجعية السياسية والامنية والشعبية للمخيمات الفلسطينية في لبنان، والتي تضم مختلف الاطر سواء في فصائل "منظمة التحرير" وعلى رأسها حركة "فتح" او "تحالف القوى" بما فيها حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" او "القوى الاسلامية" او "انصار الله"، طرحت في الأيام الاخيرة من شهر رمضان مبارك في لقاء جمع وفد من حركة "حماس" برئاسة ممثلها في لبنان أحمد عبد الهادي، ومسؤول الملف الفلسطيني في حركة "أمل" عضو المكتب السياسي محمد الجباوي، الذي بدوره نقله الى سفير دولة فلسطين اشرف دبور وقيادة حركة "فتح" في لبنان.
وطرح التفعيل مجددا جاء على خلفية أمرين":
الاول: عدم التئامها منذ فترة طويلة رغم كثير من التطورات التي حفلت بها الساحة الفلسطينية، وابرزها تقاعس وكالة "الاونروا" عن القيام بواجباتها في التصدي لجائحة "كورونا"، على المستويين الصحي والمعيشي، حيث لم تعلن حالة "الطوارىء الصحية" كما فعلت الدولة اللبنانيّة، ولم تقدم اي مساعدات اغاثية مع حاجة ابناء المخيمات اليها في ظل ارتفاع نسبة البطالة والفقر المدقع في صفوفهم.
الثاني: قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس تأجيل اجراء الانتخابات التشريعية بسبب عدم موافقة "اسرائيل" على اجرائها في القدس، والخشية من انعكاس الخلاف على الساحة اللبنانية رغم التوافق الضمني على استثنائها، فجرى التوافق المبدئي على المتابعة بعد عيد الفطر المبارك، غير ان تطورات الداخل والعدوان الاسرائيلي على غزة حال دون استكمال الاتصالات والتواصل لهذه الغاية، رغم تأكيد رئيس مجلس النواب ورئيس حركة "أمل" نبيه بري لكل من التقاهم من القوى الفلسطينية بضرورة استثمار انتصار غزة بتعزيز الوحدة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني ومنها "هيئة العمل المشترك" في لبنان، التي جرى تشكيلها برعايته في عين التينة في 3 أيلول 2018، واعتبار الساحة الفلسطينية في لبنان استثنائية تستدعي تناسي الخلافات بعيدا عن الانقسام الفلسطيني، بعدما جرى حل "القيادة السياسية الموحدة" في اعقاب الخلافات التي وصلت الى حدّ القطيعة بين حركتي "فتح" و"حماس"، اضافة الى المعارك التي اندلعت بين "فتح" و"انصار الله" في مخيم الميّة وميّة.
والطريق الى إعادة تفعيل "الهيئة" ليس مقفلا ولكنه في المقابل ليس معبّدا ودونه حسابات لكل طرف سياسي، علما ان جميع القوى كانت متفقة على التلاقي وقد ترجمتها في ارض الميدان اكثر من مرة خلال النشاطات التي نظمت لدعم غزة والدفاع عن المسجد الاقصى والقدس، وابرزها حرص السفير دبور على حمل راية "حماس" الى جانب راية "فتح" والعلم الفلسطيني خلال مشاركته في مسيرة نظّمتها فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في مخيم عين الحلوة، تنظيم "حماس" اكثر من فعالية تضامن باسم الكل الفلسطيني، ناهيك عن تنظيم اعتصامات ووقفات مشتركة باسم "الهيئة" في منطقة صيدا.
انتخابات "فتح"
والى جانب اعادة تفعيل الهيئة، تتجه الانظار الى حركة "فتح" التي قررت اجراء انتخاباتها الداخلية خلال شهر حزيران، بعدما حال تفشي فيروس "كورونا" في المخيمات دونها خلال شهري "شباط واذار" وفق ما كان مقررا، وعلمت "النشرة" ان قيادة حركة "فتح" والاقليم عقدت إجتماعا في سفارة دولة فلسطين في بيروت الخميس الماضي، بحضور السفير دبور ناقشت مختلف الاوضاع الفلسطينية واتفقت على اجراء الانتخابات، على ان تعقد قيادة الاقليم اجتماعا في الايام المقبلة لتحديد مواعيد بدئها.
وتوقع أمين سر حركة "فتح" في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة عبر "النشرة"، ان تنطلق العملية الانتخابية في النصف الثاني من شهر حزيران، على ان تجري كل اسبوع في منطقتين بعدما كانت تجري في منطقة واحدة اسبوعيا، وذلك لكسب الوقت على ان تنتهي في نهاية الشهر، وتتوج بعقد مؤتمر الاقليم لانتخاب اعضائه في تموز، ثم توزيع المهام قبل المشاركة في المؤتمر العام الفتحاوي الثامن الذي يعقد عادة في مقر المقاطعة في الضفة الغربية، مؤكدا ان التحضيرات التنظيمية والادارية واللوجستية وتسليم اللوائح انجزت وفق ما ينص عليه النظام الداخلي. علما ان اقليم "فتح" في لبنان يتألف من 15 عضوا وأمين سره حاليا حسين فياض "ابو هشام"، ويشرف على الانتخابات مكتب التعبئة والتنظيم الحركي ومسؤوله الدكتور سرحان يوسف.