تعرّضت مدافن الكنيسة الإنجيلية الوطنية في بيروت الكائنة في منطقة رأس النبع- طريق الشام، لاعتداء من قبل مجهولين ليل الخميس/الجمعة الماضي، وتمّ تحطيم بعض الصلبان والمزهريّات الرخاميّة الّتي كانت موضوعة على القبور. وعلى الأثر، تقدّمت الكنيسة بشكوى لدى السلطات المختصّة، وأضحت القضية بعهدة القوى الأمنية.
في هذا الإطار، لفت مكتب راعي الكنيسة القس حبيب بدر، إلى "أنّنا كطائفة وكنيسة ندين بشدّة مثل هذه الاعتداءات على حرمة المقدّسات، ونرجو ألّا تتكرّر بعد اليوم، علمًا بأنّها لا تؤثّر سلبًا علينا إطلاقًا ولا تثيرنا طائفيًّا ولا تنال منّا روحيًّا"، مؤكّدًا أنّ "الانتقام ليس من شِيَمنا ولا الدعوة للردّ على الشرّ بالمثل من مبادئنا، ونحن لا نتحمّس أبدًا لاستعمال العنف للدفاع عن مقدّساتنا. على العكس، فنحن نؤمن بإله صلب وقام من أجلنا وغفر لصاليبه، ولم يدع إطلاقا للانتقام".
وأوضح في بيان، أنّ "ما يؤلمنا ويحزننا كمواطنين لبنانيّين بالدرجة الأولى، وكمسيحيّين إنجيليّين، أنّه ما زال في بلدنا أشخاص يمارسون أعمال الكراهيّة والحقد، ويفتعلون مشاكل تؤذي مشاعر أناس لهم رفاة أحبّاء يرقدون تحت التراب".
ومن جهة أخرى، أعرب النائب إدغار طرابلسي، عن إدانته "حادث الاعتداء على حرمة مدافن الطائفة الإنجيلية في بيروت، الّتي يرقد فيها كلّ من رئيس الجمهوريّة أيوب تابت والمعلم بطرس البستاني وملحن النشيد الوطني اللبناني وديع صبرا، ورعيل من المؤمنين والأفاضل الّذين خدموا الوطن والكنيسة والإنسان في لبنان". وطالب السلطات الأمنيّة والقضائيّة "كشف الفاعلين لردعهم ووضع حدّ للأعمال التخريبيّة الّتي تبغي تأجيج الطائفيّة أو استهداف طائفة أعطت لبنان الكثير الكثير طوال مئتي عام".