التقى رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع، في المقر العام للحزب في معراب، وفداً من المزارعين والمصنعين الزراعيين اللبنانيين، برئاسة نائب رئيس جمعية المزارعين اللبنانيين ورئيس لجنة الاقتصاد في غرفة تجارة وصناعة وزراعة زحلة والبقاع طوني طعمه، حيث تم البحث بموضوع قرار السعوديّة الذي منع دخول المنتجات الزراعية والصناعية اللبنانية إلى أراضيها.
وعقب اللقاء، أوضح عضو تكتل "الجمهوريّة القويّة" النائب شوقي الدكاش، أن "اللقاء كان مثمراً جداً، وقد عرض الوفد لنا بشكل واضح المشاكل التي يعاني منها المزارعون على الأراضي اللبنانيّة كافة، وكان لنا كامل الجرأة لكي نقول لهم ما هي الأسباب الأساسيّة والحقيقيّة الكامنة وراء هذه المشاكل، خصوصاً لناحية القرار الذي أصدرته السعوديّة".
ولفت إلى أن "جعجع وعد الوفد بالاستمرار في متابعة موضوع القرار السعودي كما فعل حتى الآن بكل جديّة، بما فيه مصلحة لبنان وجميع الأفرقاء، وسيقوم بوضعهم أول بأول بكل تطورات مسعاه واتصالاته، باعتبار أنه في نهاية المطاف دول التعاون الخليجي هي مصدر رزق أساسي لجميع اللبنانيين أياً تكن مجالات عملهم إن كانت صناعيّة أو زراعيّة".
كما أكد أنه "إذا ما قام بعض الصغار من اللبنانيين أو غير اللبنانيين بتخريب العلاقة مع السعوديّة، فلا يجب أن يكون موقفنا نحن للمملكة سوى موقف تقدير وتفهم لقراراتها، إلا أنه في المقابل على المملكة أن تنظر بعين العطف على اللبنانيين الذين يجب بدورهم التعاطي معها بمصداقية، لأننا بحاجة ماسة لأن تحل هذه المشكلة بأسرع وقت ممكن".
وتابع، "نحن نمر في ظروف صعبة جداً والمسؤوليّة تقع على عاتق الدولة اللبنانيّة في تنفيذ الإجراءات التي وعدت بها، أو التي تحاول أن تعد بها، أقلّه ان نرى بداية تحرّك على المدى القريب يبشّر بتغيير جذري على المدى الطويل، لكي نصل في نهاية المطاف إلى إعادة تصدير منتجاتنا إلى البلدان كافة والسعودية على رأسها، لذا علينا أن نكون جميعاً كمزارعين ومصنّعين يداً واحدة لنطالب الدولة اللبنانيّة والمسؤولين كافة باتخاذ قرارات سريعة بغية حل هذه المشكلة الأساسيّة جداً".
من جهته، لفت طعمه إلى أن "هدف الزيارة للوفد الذي يضم مزارعين ومصنعين زراعيين من القطاعات والمناطق كافة، هو نقل همه ومعاناته إلى رئيس "القوّات" جراء القرار الذي اتخذته السعوديّة لمنع المنتجات الزراعيّة اللبنانيّة من دخول أراضيها، خصوصاً وأننا لم نلمس حتى الآن أن هناك معالجة جديّة من قبل السلطة الحاكمة حالياً، التي لم يصدر عنها سوى مواضيع إنشاء عربيّة. مع العلم أن القرار السعودي واضح لناحية أنه في حال كان هناك مراقبة جديّة للبضاعة التي يتم تصديرها عبر تفتيشها بالطرق الحديثة المعتمدة، فستتراجع المملكة عن قرارها هذا".
وشدد طعمه على أن "الوفد أراد وضع جعجع في صورة ما يجري لأنه وفي حال استمراره فإنه سيعود بالكارثة الكبيرة على كامل القطاع الزراعي، باعتبار أننا اليوم أمام اشهر من الذروة في الإنتاج حيث أن مواسم الأصناف ستأتي تباعاً من دون أي مهلة زمنيّة بين الصنف والآخر. لذا يجب أن يتم معالجة هذه المشكلة بشكل سريع جداً قبل أن تقع الكارثة".
وأكّد طعمة أننا "لا يمكننا التخلي كقطاع زراعي عن أسواق دول التعاون الخليجي عموماً والسوق السعوديّ خصوصاً، باعتبار أنها أساسية جداً بالنسبة للقطاع بعكس ما يصرّح به البعض، وكلفة الإنتاج في لبنان توازي الكلفة في هذه البلدان".
وأوضح أن "الوفد ركز خلال اللقاء بشكل أساسي على مشكلة الحاويات المتوقّفة في مرفأ جدّة منذ مدّة طويلة جداً تتعدى الشهر والنصف وهي محمّلة بالبضاعة قبل صدور هذا القرار"، متمنياً "أن نلمس تجاوباً من قبل المملكة مع المساعي المبذولة من جعجع، الذي وعدنا بان يقوم بكل ما يمكنه القيام به. ونحن نعلم أن المسالة لن تعالج بكبسة زر أو بحل سحري، وندرك أنه يقوم بكل ما عليه، إلا أننا كلّنا أمل بأن المهمّة ليست مستحيلة، ونأمل أن تصل المساعي إلى نتائج إيجابيّة قريباً".