دعا مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو الى "تغيير النظام اللبناني الفاشل عبر التاريخ، وقيام دولة مدنية تساوي بين جميع المواطنين، وان تلغى طائفية المناصب الأولى والوظائف، وترك الحرية لكل طائفة ان تمارس حقها في عبادة الله حسب عقيدتها"، وندد بـ"هذه التركيبة الغريبة العجيبة للنظام التي تجعل من المسلم عدوا للمسلم، والمسيحي عدوا للمسيحي"، مؤكدا انه "لا يمكن ان تنجح، إلا بإسقاط الطائفية والمذهبية في لبنان وإقامة دولة مدنية عادلة تحترم انسانية الانسان قبل ان تحترم انتماءه الطائفي والمذهبي".
ولفت الى ان "النظام اللبناني في خطر، وفي طريقه الى الزوال، انه نظام فاشل، لأنه قام على الطائفية، التي هي تخلف وتعصب وعنصرية وأنانية، والدليل على ان رئاسة الجمهورية، كانت سببا في قيام حروب عديدة، عبرت عن انقسام اللبنانيين وخلافاتهم، وانهم قبائل متفرقة لا تجتمع على رأي واحد، وان العوامل التاريخية، التي جاءت بهذا الكيان القبائلي والطائفي، كانت ومازالت تحكم السياسة اللبنانية، وتعمل على تعطيل دور لبنان الحضاري والثقافي والإنساني، وان التجربة الأخيرة، في اختيار رئيس الجمهورية ميشال عون، جاءت لتثبت اختلاط المفاهيم، وان المصالح الذاتية هي التي تأتي بالرؤساء، وليس الشعب من يختار رئيسه، لذلك فلابد من تغيير النظام وقانون الإنتخابات ليكون على أسس حديثة وحضارية وأخلاقية".
وبيّن انه "للأسف لقد تخلى عنا العرب بفضل سياسة عون الرعناء، وسياسة حزب الله الخرقاء، الذي تسببت بسيطرة ايران على لبنان، وبإفقارنا كما أفقرت العراق، وزرعت الأحقاد بين الشيعة والشيعة، والسنة والشيعة، تعمل اليوم على افقار الخليج العربي، وابتزاز السعودية واستنزاف ثرواتنا في حروب اليمن العبثية، التي اضحت كارثة الكوارث في العالم العربي، ولبنان لا يستطيع ان يعيش، وهو غارق الى أذنيه بالأحقاد الطائفية والمذهبية التي تهدده خارجيا وداخليا"، مشدداً على انه "لابد من تغيير هذا النظام الفاشل تاريخيا اولا، وقيام دولة مدنية تساوي بين جميع المواطنين، وتلغي طائفية المناصب الأولى والوظائف، مع احترام كامل للأديان السماوية كلها، وترك الحرية لكل طائفة ان تمارس حقها في عبادة الله حسب عقيدتها، أما الزواج المدني فهو قائم في لبنان، وشريعتنا ترفضه دينيا".