الأنظار تشخص نحو بنيامين نتنياهو..الذي بات على عتبة إخراجه من "نعمة"الحكم الذي تشبّث به طويلا، ومواجهة محاكمة لطالما جهد للإفلات منها بتُهمالرّشى والفساد التي قد تودي به خلف القضبان.. ها هو يائير لبيد –رئيس حزب"يشد عتيد" يبلغ رئيس الكيان اسحاق هرتسوغ انه تمكن من تشكيل حكومة،تكون رئاستها بالتناوب مع رئيس حزب "يمينا" نفتالي بينيت.. رغم كلّ الضغوطالتي مارسها نتنياهو على اعضاء الأحزاب اليمينيّة لمنعها من الإنضمام الىالحكومة الجديدة، نجح خصومه بالتوصّل الى تشكيل ائتلاف جديد.. فهل سيرضخلهذا الإئتلاف وهو خارجه؟ ماذا بقي لديه من الأوراق بعد مجازفته بالعدوان علىغزّة وحصد نتائجه المذلّة، فقط لإحباط تشكيل حكومة من دونه؟
هل يُعيد واقعة "السادس من كانون الثاني" الأميركية؟ حين جيّش دونالد ترامبانصاره لاقتحام الكونغرس في محاولة يائسة لمنع إخراجه من الحكم بعد صراخه العالي النّبرة والتذرّع بتزوير الإنتخابات.. تقول صحيفة "يديعوت احرونوت"العبرية إنّ نتنياهو اليوم في وضع مشابه لوضع ترامب إبّان احداث اقتحام الكونغرس، وتوضح انه هو الآخر يجد امامه فرصة لنزع الشرعية عن الإنتخابات التي فشل في الفوز بها، وبالتالي تقويض الحكومة الجديدة التي ستتشكّل خلال ايام من دونه. فهل يلجأ للهروب الى الامام عبر هجوم يشنّه على ايران ؟- وفق ما ذكره موقع "واللا" العبري، والذي لفت الى انّ واشنطن استدعت وزير الحرب "الإسرائيلي" بني غانتس "للقاء طارىء" خشية إقدام نتنياهو على مهاجمة ايران لمنع الإطاحة به، خصوصا بعدما تحدّى الرئيس الأميركي جو بايدن على الملأ- خلال مراسم تعيين رئيس الموساد الجديد، بتفضيله اختيار ما اسماه" القضاء على التهديد الايراني، على حساب صداقة الولايات المتحدة"!
يتخوّف مراقبون ودبلوماسيون غربيون من "مغامرة" قد يلجأ اليها نتنياهو في ايامه الأخيرة على قاعدة "عليّ وعلى اعدائي"، قد يشنّ من خلالها ضربات ضدّ اهداف لحزب الله في لبنان، او بشكل مباشر ضدّ منشآت نووية في الداخل الايراني،فيما لم يستبعد خبراء ومحللّون عسكريون ان يلجأ الى عمليّة استفزازية غير مسبوقة في القدس.
أمرٌ استبقه امين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله حين وجّه تحذيرا ناريّا الى "اسرائيل" في اطلالته الأخيرة من مغبّة القيام بأيّ "مغامرة" ضدّ لبنان، وحيث نبّه أنّ المساس بالقدس يعني حربا اقليميّة.. وهو ما تلقّفته بجدّية تقارير غربية وعبريّة حذّرت من تجاهل "التحذير الخطير للغاية" الذي وجهه نصرُ الله كموقع "ال مونيتور" الذي شدّد ايضا على ضرورة التوقف باهتمام امام "تنسيق" اطلالتَين" في نفس الوقت تقريبا، إحداها من بيروت( نصرُالله)، والأخرى من غزّة (يحي السنوار)، ليوجّها نفس الرسالة الى "اسرائيل".. "وهذا مؤشر الى انّ الإشتباك القادم بات قاب قوسين او ادنى، وهذه المرّة سيندلع في الجنوب والشمال في نفس الوقت"-وفق تعقيب عضو الكنيست السابق تسيفي هاوزر.
فهل يضمن نتنياهو عدم تدحرج اي كرة نار قد يقذف بها الى ملعب اعدائه صوب حرب تتخطى الحدود المتوقعة وتستدعي وقتئذ انخراط الحلفاء في محور المقاومة، وهو الخارج للتوّ من هزيمة مدوّية على ايدي فصائل المقاومة الفلسطينيّة في غزّة؟ سيّما بعدما وُضعت "كفاءة وفعاليّة" القبّة الحديدية على المحك، والتي لطالما تفاخر بها القادة "الإسرائيليون" امام العالم، قبل ان تكشف عمليّة "سيف القدس" عجزها عن صدّ صواريخ المقاومة التي طالت غالبية "المدن" والأماكن الحيوية الحساسة، ولم تؤمّن حماية لآلاف المستوطنين الذين اجبرتهم صواريخ غزّة للنزول الى الملاجئ وملازمتها على مدى ايام المعارك...هذا فقط في محاولات صدّ صواريخ غزّة وحدها، كيف سيكون حال "اسرائيل" اذا ما تعرّضت لصواريخ كل الحلفاء في محور المقاومة؟ دفعة واحدة ومن كلّ الجهات المحيطة بالكيان؟
لربما على بنيامين نتنياهو-الذي يستعدّ على ما يبدو لقلب الطاولة على الجميع في الداخل والخارج مع اقتراب تشكيل "حكومة التغيير" من دونه، لأوّل مرّة بعد 12 عاما متواصلا في الحكم..ان يتمعّن جيدا في سطور تقرير اللواء احتياط في جيش الكيان اسحاق بريك منذ ايام في صحيفة "هآرتس"، والذي عاد ليجزم باستحالة ان تكون "اسرائيل" مستعدّة لاندلاع حرب اقليمية، مؤكدا انّ جيشها البرّي "على وشك الإندثار"..ومرّة اخرى دقّ بريك ناقوس الخطر من مغبّة استمرار "اسرائيل" في رهانها على مقولة "تفوّق سلاح الجوّ" الذي يحسم سريعا ايّ حرب مع الأعداء.. مُنبّها من انّ هذه المقولة "لم تعد تصلح اليوم، وعفا عليها الزّمن".." سلاح الجوّ هذا أعددناه لحرب مضت، وليس للحرب المقبلة".
أكثر من ذلك، يكشف مصدر في "الصحيفة العسكرية البلغارية"- نقلا عمّا اسماه" معلومات موثّقة" من الداخل "الإسرائيلي"، انّ عناصر "نخبوية"
قد تكون تابعة لحزب الله، كانت تنسّق جنبا الى جنب مع فصائل المقاومة الفلسطينية إبان معارك غزّة الأخيرة، ما يعني خرقا خطيرا في جدار اجهزة الإستخبارات "الإسرائيلية". وأماط المصدر اللثام عن نجاح هذه العناصر في اخراج قادة ميدانيين فلسطينيين كبار من غزّة الى بيروت، وهي معلومات تتطابق مع ما كشفه مؤخرا ناشر صحيفة "الأخبار" اللبنانية.
وإذ اكّد –استنادا الى تقرير وصفه ب"الخطير"، انّ فصائل المقاومة الفلسطينية في اواخر ايام معارك غزّة كانت تستعدّ للّجوء الى خطّتها التالية،
والتي تتضمّن مفاجأة صاروخية "من العيار القيل" لم تكشف عنها حتى الآن، كشف المصدر عن مسارعة رئيس احدى الدول الإقليمية للإتصال بنتنياهو ونصحه ايقاف العملية ضدّ غزّة فورا، ربطا ب " حدث امني كبير" كانت جهّزته فصائل غزّة لتنفيذه- دون الدخول في تفاصيله.
وعليه، يدرك نتنياهو حجم المغامرة التي قد يقترفها فيما لو شنّ اي هجوم على ايران، او على حزب الله في لبنان، مُستندا الى ولاء شخصيّات امنيّة كبيرة زرعها في مفاصل المؤسسات الأمنية والإستخبارية في "اسرائيل"، ومستغلا توقيت بدء العدّ العكسي لانطلاق الإنتخابات الرئاسية الإيرانية، والتي بدأت تسير على وقع سلسلة من الحرائق "الغامضة" التي نشبت في بعض مواقع البنى التحتيّة الإيرانيّة خلال الأسابيع الماضية، وآخرها الحريق الكبير في مصفاة للنّفط، والذي اتى بعد ساعات على غرق سفينة "خارك" قبالة ميناء جاسك جنوب ايران.. فهل هي محض صِدف؟ ام انّ بصمات "اسرائيلية" تقف خلفها؟
وتزامنا مع الإشارات الهامة التي مرّرها اليوم الخميس زعيم حركة انصار الله اليمنية السيّد عبد الملك الحوثي، عبر تأكيده انه جزء لا يتجزّأ من المعادلة التي ارساها امين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله حيال اي تهديد يطال القدس، والذي يعني حربا اقليميّة، مُعلنا على الملأ انّ "انصار الله" ستكون حاضرة بكل قوّة في محور المقاومة.. نُقل عن يؤاف ليمور- ألمحلّل العسكري الإسرائيلي المعروف بعلاقاته الوطيدة مع كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية في تل ابيب، تحذيره من اوامر حاسمة قضت بالإبقاء على الجهوزية القصوى لدى كافة اطراف "محور المقاومة"، من جنوب لبنان وصولا الى صنعاء، التي سيُسجّل مقاتلوها الحوثيّون "امّ المفاجآت القادمة"، من دون استبعاده ان يهزّ "اسرائيل" حدث "دراماتيكي" وشيك على خلفية هزيمة نتنياهو" -وفق اشارته.