في التاسع عشر من أيار الفائت حصل إشكال داخل مطمر النفايات في الجديدة، بين عمال شركة المتعهد داني خوري ومجموعة كبيرة من العمال من جنسيات مختلفة (أكثريتهم من السوريين بحسب التقارير الأمنيّة) دخلت المطمر بهدف جمع النفايات القابلة لإعادة التدوير وبيعها كالحديد والألومينيوم والبلاستيك وغيرها. يومها طُعن عدد من عمال شركة خوري بالسكاكين ونقلوا الى المستشفى للمعالجة. ويومها أيضاً أقفل المتعهد مطمر النفايات، لأربعة أيام وراسل مجلس الإنماء والإعمار طالباً مؤازرة أمنيّة لعمال شركته كي يتمكن من إعادة فتح المطمر.
ما حصل فعلياً منذ وقوع الإشكال وحتى اليوم، هو إرسال فصيلة الجديدة في قوى الامن الداخلي دورية من عناصرها لتأمين الحماية للمطمر من ناحية الطريق البحري، غير أن ذلك لم يكن كافياً بحسب مصادر متابعة للملف، وقد يؤدي في الأيام القليلة المقبلة الى إعادة إقفال المطمر والى عودة تكدس النفايات في الشوارع والأحياء السكنية. لماذا؟ لأن مجموعة العمال التي تتسلل الى المطمر لا تزال تأتي اليه يومياً وبأعداد كبيرة تقدر بمئتي شخص، وبالتأكيد لم ولن تتمكن الدورية المؤلفة من 5 عناصر من منع مجموعة بهذا الحجم من الدخول اليه.
في الأيام القليلة الماضية عادت وتيرة الإشكالات بين عمال الشركة والمجموعة التي تقتحم المطمر لترتفع من جديد، وهنا يقول المتابعون قد تؤدي هذه الإشكالات الى إعادة إقفال المطمر من قبل المتعهد لأن الأخير ليس مضطراً الى تحمل مسؤولية أي إشكال كبير قد يؤدي الى سقوط إصابات، ولا مسؤولية أي حادث قد يحصل بين الآليات التي تعمل في المطمر ومن جاء الى المنطقة بهدف جمع النفايات. وفي هذا السياق علمت "النشرة" أن رئيسي بلديتي الجديدة وبرج حمود زارا وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي للمطالبة بالمساعدة على حل مشكلة المجموعات التي تدخل الى المطمر وتعيق عمل المتعهد، والتي بدأت تزعج اهالي المنطقة بكميات النفايات التي يتم تجميعها على مداخل الأبنية السكنية والتجارية القائمة على الطريق البحري المؤدي الى المطمر.
أزمة من نوع آخر في قطاع النفايات بدأت تعاني منها شركة رامكو الملتزمة جمع النفايات من المتن الشمالي وكسروان. أزمة تتمثل بسرقة مستوعبات النفايات من الشوارع الأمر الذي يلحق بالشركة خسائر فادحة ويجبر المواطنين على رمي النفايات في الشارع هذا من دون أن ننسى ما يمكن أن يترتب عن هذا الرمي من روائح وحشرات، وما يمكن أن تعانيه الشركة خلال جمعها النفايات المرمية في الشارع مباشرة أي خارج المستوعبات.
إذاً عندما تصبح سرقة النفايات ومستوعباتها مصدراً للعيش، وعندما تصبح الدولة بأجهزتها الأمنية عاجزةً عن تأمين الحماية لمطمر، تأكدوا أننا وصلنا الى الحضيض على كافة الصعد، وتأكدوا أن الإنهيار التام والشامل بات أخطر من اي وقت مضى، والاخطر والاهم أننا بتنا نعيش في وضع أمني قابل للإنفجار في أيّ لحظة.