من المتوقع، ان توجّه مصر دعوات للفصائل الفلسطينية إلى اجتماع يعقد في القاهرة الأسبوع المقبل،وعلى الارجح في النصف الثاني من حزيران الجاري للاتفاق على خارطة طريق للمرحلة المقبلة ورؤية موحدة للتحرك الوطني لمواجهة التحديات وطي صفحة الخلافاتوإنهاء الانقسام.
ويأتي الاجتماع بعد العدوان الاسرائيلي على غزة الذي دام 11 يوماحيث سقط 254 فلسطينيا وأكثر من 1900 جريحا،ولعبت مصر دورا بارزا في التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار (21 أيار)، وبعد الزيارة غير المسبوقة وهي الاولى لرئيس جهاز المخابرات العامة المصرية الوزير اللواء عباس كامل الى غزّة ولقائه قادة حركة "حماس" وممثلي الفصائل الفلسطينية ووضعهم في اجواء توجيه دعوة لاجتماع في القاهرة لمواصلة البحث في التطورات.
واجتماع القاهرة المرتقب هو الثالث في غضون أشهر قليلة، اذ سبق لمصر أنْ رعت جولتين من الحوار الفلسطيني الاولى في (8-9) شباط، والثانية (16-17) اذار، وقد خلصا الى اتفاق فلسطيني على اجراء الانتخابات بالتوالي:التشريعية (22 أيار)والرئاسية (31 تموز)،على أن تعتبر نتائج انتخابات المجلس التشريعي المرحلة الأولى في تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني، ويتم استكمال انتخاباته(31 آب)، غير ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس عاد وأصدر قرارا بتأجيل الانتخابات (29 نيسان) بسبب عدم سماح الاحتلال الاسرائيلي بإجرائها في القدس، ما اثار اعتراض واستياء حركة "حماس" وعدد من الفصائل الفلسطينية، قبل ان تشنّ"اسرائيل" عدوانا عسكريا على غزة (10 ايار)، بعد محاولة منع المقدسيين من دخول "المسجد الاقصى" وإخلاء حي "الشيخ جراح" من قاطنيه.
وأكدت مصادر فلسطينية لـ"النشرة"، ان اجتماع القاهرة سيشمل كافة الفصائل الفلسطينيةوبمشاركة الرئيس الفلسطيني "ابو مازن"وسيكون كل فصيل ممثلا بثلاثة أعضاء من بينها الأمناء العامين، وسيتناول الاتفاق على الخطوات اللازمة لإنهاء الانقسام ووحدة الصف الفلسطيني، ووضع خارطة طريق للمرحلة المقبلةتقوم على ثلاثة عناوين، تشكيل حكومة وحدة وطنية بين غزة والضفة، تحديد مواعيد اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، وترتيب البيت الفلسطيني تحت مظلة "منظمة التحرير الفلسطينية" كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني"، ناهيك عن رفع الحصار عن غزة واعادة اعمار ما هدمه العدوان الاسرائيلي.
وأوضحت المصادر، انه الى جانب العناوين الفلسطينيّة سيتناول الاجتماع البحث في تثبيت وقف اطلاق النار وصولا الى تهدئة طويلة الاجل، والاهم إتمام صفقة تبادل الاسرى مع "اسرائيل"، على قاعدة انه ملفّ "مستقل"وغير مرتبط بإعمار غزة"،والتي على ما يبدو قطعت شوطا لا بأس بها وفق ما ألمح اليه رئيس حركة "حماس" في غزة يحي السنوار، محددا الرقم 1111 اي ان الصفقة ستشملأسرى المؤبّدات 543 وأسرى المرضى 550وأسرى الداخل 18، وسيكون على رأس اللائحة المناضل "الفتحاوي" مروان البرغوثي واحمد سعدات وغيرهما.
وقد سبق أن أعلنت كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" عام 2017 للمرة الأولى أنها تحتفظ بأربعة جنود إسرائيليين من دون أن تحدّد مصيرهم. فيما أبرمت مع إسرائيل اتفاقا لتبادل الأسرى أطلقت عليه (وفاء الأحرار) برعاية مصر عام 2011 تضمن الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أسرته "حماس" منتصف عام 2006 مقابل إطلاق سراح أكثر من ألف أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية على دفعتين.
وامتدادا الى لبنان، فان القوى الفلسطينية تتابع باهتمام نجاح اجتماع القاهرة لما له من انعكاس ايجابي على واقع المخيمات، رغم التوافق على جعلها استثنائية بحيث لا تنعكس اليها اي خلاف، فان تعزيز الوحدة الوطنية والتلاقي في الداخل، يساهم بتفعيل "هيئة العمل المشترك" في لبنان، التي تعتبر المرجعية السياسية والامنية والشعبية للمخيمات، للدفاع عن قضايا اللاجئين ومطالبة "الاونروا" بتحسين خدماتها "لا تقليصها، والحفاظ على أمن واستقرار المخيمات في ظل تفاقم الازمة اللبنانية المعيشية والاقتصادية والمالية ومنع اي استغلال لها او توتير.
انتخابات "فتح"
والى جانب اجتماع القاهرة، حسمت حركة "فتح" قرارها باجراء انتخاباتها الداخلية بعدما حال تفشي فيروس "كورونا" في المخيمات دونها خلال شهري"شباط واذار" وعلمت "النشرة" ان قيادة الحركة قررت بدئها يوم الاحد في منطقة بيروت(13 حزيران الجاري)، على ان تتدحرج اسبوعيا الى بقية المناطق، منطقة صيدا (20 حزيران)، منطقة البقاع (27 حزيران) منطقة الشمال(4 تموز القادم) ومنطقة صور وعمار بن ياسر (11 تموز)،على ان تتوج في نهاية تموز بعقد مؤتمر الاقليم لانتخاب اعضائه، ثم توزيع المهام قبل المشاركة في المؤتمر العام الفتحاوي الثامن الذي يعقد عادة في مقر المقاطعة في الضفة الغربية، على الانتخابات مكتب التعبئة والتنظيم الحركي ومسؤوله الدكتور سرحان يوسف.