ينقل مطلعون على اجواء حزب الله ان كل المؤشرات والاتصالات سلبية حتى الساعة حكومياً، وان هناك رهان فقط على نجاح مبادرة الرئيس نبيه بري، ولا يوجد اي طرح حكومي آخر غير نجاح هذه المبادرة، والتي تستند الى دعم فرنسي وترحيب "إنشائي" روسي ومصري وإماراتي وانتظار سعودي لما ستكون عليه تشكيلة الحكومة.
ويؤكد حزب الله للمستفسرين من حلفائه، انه يتابع ويساند مبادرة بري، وانه لا يرى مانعاً او بديلاً من تشكيل الحكومة. وبالتالي يجب الاصرار والعمل الجدي لتخريج حكومة بموافقة رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، طالما ان الطرفين متفقان على حكومة اختصاصيين ومن 24 وزيراً ولا ثلث معطلاً فيها لأحد.
وفي حين يتردد عن تواصل جرى بين حزب الله والنائب ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في الساعات الـ48 الماضية، لم يؤكد اي من الطرفين (حزب الله وباسيل) او ينفي حصول التواصل الهاتفي، بينما يشير "طرف ثالث" الى ان التواصل كان سلبياً ولا يزال باسيل على موقفه من تسمية الوزراء المسيحيين.
ويشير هذا الطرف، الى ان المعلومات تصب في خانة محاولات حزب الله إقناع "الحليف العنيد" (التي لم تنجح بعد)، بضرورة تليين المواقف والقبول بدخول طرف ثالث على خط تسمية الوزراء المسيحيين، ومن خارج حصة عون والحريري، وان يكون البطريرك الماروني بشارة الراعي صاحب هذه المهمة (خلف الاضواء) ، رغم اعلانه الرافض لذلك، او من يتفق عليه الطرفان من المسيحيين الوسطيين او مرجعية مسيحية اخرى للقيام بهذه المهمة!
وعلى خط "التيار الوطني الحر"، وعلى عكس بياناته السابقة طيلة الاسبوع المنصرم والايام التي سبقت الاعلان عن مبادرة بري الجديدة، خرج المجلس المركزي لـ"التيار" امس بيان "تهدوي" على غير البيانات الاخرى واكد فيه انه ملتزم بحكومة اختصاصيين برئاسة الحريري وانه يسير بأي حكومة يقبل بها اللبنانيون، لكنه ووفق اوساط متابعة لملف التشكيل "فخخ" عبر اعلانه انه يرفض "أي إنقلاب على الدستور بتخطي المناصفة الفعلية وتكريس أعراف جديدة بالحديث عن مثالثة مقنعة يحاول البعض الترويج لها على قاعدة ثلاث مجموعات من ثماني وزراء، يقود كلا منها أحد المكونات الأساسية في البلاد، مع تأييده إستثنائيا لهذه المرة، ألا يكون لأي فريق أكثر من 8 وزراء".
وتؤكد الاوساط ان الاتصالات التي جرت مع الحريري وباسيل افضت الى تكريس تهدئة اعلامية بحدها الادنى، وتخفيف النبرة الشخصية والتجريح في البيانات، والتي زادت عن حدها في الايام الماضية.
وتكشف الاوساط عن تقاطع معلومات، يفيد بوجود وجهات نظر متعددة داخل "التيار"، الذي يقوده باسيل والمصر على التشدد والمكاسرة مع الحريري حتى النهاية.
بينما يرى بعض النواب المحيطين به وبعون وبعض المستشارين ان "المرونة" اصبحت واجبة ويجب الذهاب الى "صدمة ايجابية".
وتلمح الاوساط الى ان هناك اجواء داخل "التيار البرتقالي"، تردد بشكل محدود ان حزب الله طلب في تواصله الاخير، ان يقوم باسيل بخطوة "كبيرة" وان يقوم بصدمة ايجابية لانقاذ العهد وهذا الامر طلبه بري وصاحب المبادرة من باسيل، ونصحه بأن تشكيل الحكومة سيكون مردوده ايجابياً على العهد والبلد ولا خيار بديل غير ذلك.
وحكومياً ايضاً، يؤكد مقربون من الرئيس بري لـ"الديار"، استمرار مبادرته وان اتصالات جارية خلف الاضواء للوقوف على حقيقة المواقف من جانب الحريري وباسيل وفيها جانب "استفساري" عن الخيارات المتوقعة والبديلة.
ويلمح هؤلاء الى ان الرئيس بري لا يزال متفائلاً، وينتظر صدمة ايجابية من "التيار"، ولكن ما يزعجه ان "الجميع ينتظر الجميع"، و"كل واحد يرميها على التاني"! وكأن البلد والوضع يحتملان المزيد من الترف والتراخي!