شارف الأسبوع الأخير الذي حدده رئيس المجلس النيابي نبيه بري لنجاح مبادرته الحكومية او فشلها على الإنتهاء، وبحسب كل المعطيات المتوفرة فإن هذه المهلة لن تُمدد ما لم يكن هناك أسباب موجبة لذلك، هي غير موجودة حتى اللحظة، رغم كل ما يُقال عن إيجابيات.
حتى اليوم تم إنجاز كل تفاصيل تشكيل الحكومة ما عدا تفصيلين يشكلان المعضلة الاكبر، هما تسمية الوزيرين المسيحيين، وإعطاء تكتل "لبنان القوي" الثقة للحكومة، علماً أن النقطة الثانية هي أزمة مستجدة، لا تستند إلى أي منطق، بحسب ما تعتبر مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة.
تشير المصادر إلى أن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يشارك بكل تفاصيل مفاوضات تشكيل الحكومة، وما اجتماعات بعبدا والبياضة وميرنا الشالوحي سوى دليل على ذلك، وبالتالي من غير الممكن له أن يفرض الطلبات والشروط على تشكيلة لن يُعطيها الثقة، مشددة على أن طرح باسيل هذا أثار استغراب حزب الله الذي شدد امام رئيس التيار أن طرحه غير واقعي، لافتة في نفس الوقت إلى أن هذه المشكلة ليست مستعصية وبالتالي يثق حزب الله بأن حلها ممكن بحال تم حل العقد الأخرى، وأنها لن تكون سبب عدم ولادة الحكومة.
إذا تم وضع مشكلة الثقة على الرف بانتظار حل باقي العقد، وتحديداً عقدة تسمية الوزيرين المسيحيين، وتُشير المصادر إلى أن مسألة توزيع الحقائب حلّت، وأزمة حقيبة المردة الكهربائية أصبح حلّها ممكناً، وهو أن يتسلّم حزب الله حقيبة الطاقة مقابل إعطاء الأشغال إلى المردة، وهذا التوزيع لا يُزعج باسيل، ولا يسحب وزارة الصحة من يد الحريري الذي يتمسك بهذه الوزارة.
أما المشكلة الكبرى، أي تسمية الوزيرين المسيحيين فهي تبقى العقدة التي لم تجد حلّاً بعد بظل تمسك الحريري بصلاحياته التي تجعله يسمي ويقترح تسميات كل وزراء الحكومة لا المسلمين فقط، وتمسك باسيل بعدم منح الحريري حقّاً لم يُعط لرئيس الجمهورية، وفي هذا السياق تؤكد المصادر أنه بعكس ما يُشاع فإن حل هذه المعضلة لم يحظ بعد بموافقة طرفي النزاع، أي الحريري وباسيل، مشيرة إلى أنه ليس صحيحاً أن باسيل وافق على الحل وأن الكرة في ملعب الحريري، ولا أن الحريري وافق وأن الكرة في ملعب باسيل.
بالنسبة إلى الحل المقترح، فتجدر الإشارة بحسب المصادر إلى وجود طرحين، الأول هو أن يتم تسمية الوزيرين من ملاك الوزارتين المخصصتين لهما، وهنا يتم الحديث عن وزارتين من ثلاث، هم السياحة والإعلام والثقافة، والثاني هو أن تتم تسمية الوزيرين بالتوافق بين رئيس الحكومة المكلف والمرجعية الدينية لطائفة كل وزير من الوزيرين.
وتضيف المصادر: "حتى اللحظة لم يبادر المعنيون لتقديم الإجابات حول الطروحات، وبالتالي لا مكان للحديث عن إيجابيات، وبالأصل لا إيجابيات سوى بإعلان ولادة الحكومة، فعن أي إيجابيات نتحدث والشعب يُذل بشكل يومي في كل تفاصيل حياته، وعن أي إيجابيات نتحدث ونحن نقترب من العتمة، ومن انقطاع للمياه، والبنزين، والأدوية"؟!.
سئم اللبنانيون تبادل الإتهامات بالتعطيل، ولم يعد يعنيهم أي تصريح سياسي، فهم أصبحوا في مكان آخر، لم يألفوه سابقاً، وكل خشيتهم أن يعتادوا عليه وأن يستمر معهم طويلاً.