أشار مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، إلى أنه "أمام هذا الواقع الذي نعيشه والذي يعاني منه كل الناس، وامام كل هذه الأزمات التي تزداد يوما بعد يوم، من الوقوف على ابواب المحطات ومعاناة الناس امام المستشفيات ومن فقدان الدواء للمرضى والحليب للأطفال، ومن ازمة كهرباء وازمة مياه، بالاضافة الى محدودية الدخل الذي لم يعد يتوازن بأي شكل من الأشكال مع القدرة على العيش وعلى الانفاق وتأمين الضرورات للأسرة وللعائلة، ومع حجز الودائع المالية في البنوك ومع البيانات التي تحتاج الى اختصاصيين لفهمها، المتناقضة في بعض الاحيان، من اجل ان تأخذ حقك مما ادخرته وتعبت من اجله. كل هذه الأمور وغيرها من الأمور".
ولفت سوسان إلى أنه "لا ادري ولم أعد افهم ماذا يريد السياسيون منا؟ هل يريدون ان يموت المرضى؟ هل يريدون ان يقتلوا اطفالنا؟ هل يريدون ان نغلق بيوتنا وان ندمر حياتنا؟ هم يبحثون عن مصالحهم على حساب مصلحة الوطن". وتابع، "كل هذا ولا اعتقد أبدا انهم حريصون على هذا الوطن أن يفيق من غفلته ومن كبوته وان يعود الى حياته".، مشدداً على أن "الأمور لم تعد تنفع ببيان من هنا وبيان من هناك، وبعلبة مواد تغذية من هنا او من هناك. هذا الواقع لم يعد الانسان اللبناني، بصرف النظر عن دينه ومذهبه ومنطقته، قادرا على ان يستمر وان يعيش في هذا الوطن".
كما تساءل، "كل ذلك من اجل ماذا؟ من اجل ان يأتي فلان بوزير من هنا او وزير من هناك؟ ماذا سيفعل هذا الوزير؟ لقد جربنا كثيرا من الوزراء، فماذا فعلوا، وماذا انتجوا وماذا اصلحوا؟ لقد ازدادت الأمور سوءا على سوء. هذا الواقع نحن نرفضه ونرفض ان نعيش فيه، ولا بد من انتفاضة شعبية حقيقية سلمية وبكل الوسائل الديموقراطية من اجل حرية الانسان في هذا البلد، ومن اجل العدالة في الحياة في هذا البلد، ومن اجل ان يستمر المواطن اللبناني في البقاء بهذا البلد".
وأفاد سوسان بأنها "الأيام الصعبة، انها الأيام السوداء بما فعل هؤلاء السياسيون، بما قالوا وبما تصرفوا وبما اساءوا لهذا الوطن وهذا الانسان الذي يعيش بألم الحياة". ولفت الى ان "هذه الأيام حالكة وصعبة، وهذا ما انتجوه لنا وهذا ما تسببوا به لهذا الوطن وشعبه"، معتبرا ان "هذه المنظومة السياسية لم تعد قادرة على اصلاح ما فسد وتغيير ما حصل، هذه المنظومة السياسية الحاكمة المسيطرة التي في كل يوم تبشرنا ببيان او بنظام او بقانون جديد لم يحقق لنا شيئا من كرامة الحياة. لا بد ان يبدأ الآن دور الناس ليقولوا كلمتهم ويرفضوا هذا الواقع الذي نعيشه بكل الوسائل السلمية والديموقراطية من اجل الحرية والكرامة والعدالة للانسان في هذا الوطن".