استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب وفدا من الأحزاب العربية ضم رؤساء أحزاب ونوابا وشخصيات سياسية ونقابية في عدد من البلدان العربية لتهنئة لبنان لمناسبة عيد المقاومة والتحرير.
وخلال اللقاء، رحب دياب بالوفد "في لبنان، هذا البلد المتجذر في انتمائه العربي، والذي قدم التضحيات الكبرى في سياق إيمانه والتزامه بقضايا الأمة العربية"، لافتاً إلى أن "العدو الإسرائيلي لا يزال يحتل أراض ومياها لبنانية، ويعتدي على السيادة اللبنانية. نحن مؤمنون أن الإحتلال إلى زوال مهما طال الزمن. هذا ما حصل في كل الدول التي خضعت للإحتلال، كما حصل في العديد من الدول العربية التي تحررت وحصلت على استقلالها بالكفاح والنضال".
وتابع، "نحن في لبنان نؤمن أن البوصلة هي فلسطين، ولذلك، فإن العودة إلى السير وفق هذه البوصلة، يعيد العرب إلى قضيتهم الجامعة، وإلى الروح العربية الواحدة التي للأسف شهدت خلال السنوات الماضية تراخيا، وعرفت قضيتهم تراجعا".
كما رأى أن "انتصار غزة على العدوان، شكّل اليوم إعادة ضخ الروح في قضية الأمة العربية، تماما كما فعل انتصار لبنان في العام 2000 وفي العام 2006. فانتصار لبنان في عدوان تموز 2006 أسس لانتصار غزة في 2021، وانتصار غزة يؤسس لانتصار أكبر لن يكون موعده بعيدا إن شاء الله".
وأكد دياب أننا "بحاجة إلى عودة التضامن العربي، لأن تفرقنا يجعل من قضيتنا لقمة سائغة للعدو الذي يعمل لتمزيق صفوفنا، وتشتيت قضيتنا، والعبث بتاريخنا، وتشويه حاضرنا، وتدمير مستقبلنا، وإلغاء هويتنا وانتمائنا، وسرقة القدس وفلسطين منا. للأسف، فإن هموم الشعب العربي كثرت في السنوات الماضية، وتعددت وتنوعت، واشتدت المؤامرات، وتمزقت الصفوف، وسال الدم غزيرا حتى أصبح بعضنا غريبا في وطنه، أو أسير قضيته، فانشغلنا جميعا عن بعضنا وعن قضيتنا وعن عدونا الذي عرف كيف يتسلل إلى عمقنا".
ولفت إلى أن "لبنان، كما تعلمون، يمر اليوم بظروف صعبة جدا، ويحتاج إلى تضامن أشقائه العرب وأصدقائه في العالم، وأن يقفوا إلى جانبه في محنته الصعبة، كما فعلوا دائما. وأنا على ثقة، أن الأشقاء العرب لن يقفوا مكتوفي الأيدي بينما لبنان غارق في العتمة والشعب اللبناني لا يجد علبة حليب الأطفال وحبة الدواء وصفيحة بنزين. نحن تحت حصار قاس، وانهيار لبنان لا يخدم إلا العدو الإسرائيلي الذي يريد انهيار لبنان للثأر منه". وأردف، "أدعوكم إلى مساعدة لبنان لمنع انهياره، ونتمنى أن تكونوا صوت لبنان للمساعدة على إنقاذ لبنان".
من جهته، أعرب المتحدث باسم الوفد، الدكتور خالد السفياني، عن اعتزازه بـ "دياب وتقديره لمواقفه وثوابته الوطنية والقومية رغم ما عاناه من ضغوط وصعوبات خلال الفترة الماضية"، مشدداً على "دور رئيس الحكومة وعدد من المسؤولين في تعزيز صمود لبنان في ظل الأوضاع الصعبة جدا على كافة المستويات".
واعتبر السفياني أن "لبنان مستهدف لأهمية التجربة التي قدمها كنموذج للحرية والكرامة والتحرير والتعايش بين أبنائه". وأعرب عن ثقته بأن "لبنان قادر بإرادة اللبنانيين على الصمود وتجاوز المحنة". وأكد أن "أمن لبنان من أمن الأمة العربية وأي مساس بالوضع الداخلي اللبناني سيترك تداعياته على مستوى الأمة".